“عاملوني كحيوان وقيدوني بالأصفاد”.. لاجئ سوري يروي تفاصيل مروعة عن احتجازه بكوريا الجنوبية

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/07 الساعة 09:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/07 الساعة 09:47 بتوقيت غرينتش
عناصر من الشرطة في كوريا الجنوبية - رويترز

كشف لاجئ سوري عما قال إنها معاملة سيئة للغاية تلقاها من قبل السلطات في كوريا الجنوبية، مشيراً إلى أنه عُومل بطريقة تشبه "معاملة الحيوان"، على حد وصفه، فيما لا يزال طالبوا لجوء آخرين عرب يواجهون ظروفاً مشابهة في مراكز الاحتجاز.

موقع Middle East Eye البريطاني، قال الإثنين 6 يونيو/حزيران 2022، إن اللاجئ السوري عامر فضو لم يظن حين فرَّ من الحرب في سوريا قبل 10 سنوات، أنَّ كوريا الجنوبية ستكون مكاناً تُساء فيه معاملته طيلة أشهر في مركز احتجاز.

أشار الموقع إلى أن وضع طالبي اللجوء في كوريا الجنوبية يقدم صورة عن البلد الآسيوي، مختلفة عن تلك الصورة التي يشاهدها العالم في موسيقى البوب والأفلام الكورية. 

يبلغ عامر من العمر 42 عاماً، وامتدت فترة احتجازه في كوريا الجنوبية إلى 22 شهراً في مركز للمهاجرين، وقال: "قُيِّدتُ بسلاسل مربوطة بأصفاد. لم يكن بإمكاني تحريك ذراعيّ ويديّ إطلاقاً".

أضاف عامر: "تركوني مُقيَّداً طوال الليل والنهار، ولم يكونوا يُحررونني إلا لمدة 30 دقيقة خلال أوقات الوجبات. وكانوا يرمون بي في غرفة الحجز الانفرادي لأيام وأشهر".

اللجوء إلى كوريا الجنوبية

كان عامر قد غادر سوريا بعدما كثَّفت الحكومة قمعها الوحشي لحركة الاحتجاجات السلمية التي انطلقت في عام 2011، والتي أشعلت بعد ذلك صراعاً مسلحاً استمر 10 سنوات.

وصل عامر إلى كوريا عام 2012 لطلب الحماية من النظام في سوريا، الذي كان قد وضعه على قائمة المطلوبين لديه، وتقدَّم للحصول على وضعية اللاجئ عند وصوله، لكنَّه تفاجأ برفض طلبه عام 2014.

أشار اللاجئ السوري إلى أن سبب رفض طلبه للجوء أن السلطات الكورية الجنوبية رأت ـ"سوريا آمنة بالنسبة له"، وبعد عام، حصل على وضعية إقامة إنسانية، كان مضطراً لتجديدها سنوياً.

فعلى عكس وضعية اللاجئ الدائم، يمكن لأولئك الذين يحصلون على إقامة إنسانية في كوريا الجنوبية فقط العمل في وظائف يدوية –مثل التصنيع أو التشييد أو الزراعة- ولا يحصلون على دعم مالي من الحكومة.

في هذا الصدد أشار مركز "NANCEN" لحقوق اللاجئين في كوريا الجنوبية، إلى أنه يوجد قرابة 1200 سوري و800 يمني من طالبي اللجوء في كوريا الجنوبية، معظمهم يعيشون بتأشيرة إقامة إنسانية، ويضطرون بموجبها للعمل في وظائف محفوفة بالمخاطر وغالباً ما تكون خطرة.

بعد خلاف مع رب عمله الكوري عام 2019، اعتُقِلَ عامر في مدينة تشيلغوك حيث كان يعمل، وحُكِمَ عليه بالسجن ستة أشهر بتهم متعلقة بمدفوعات إيجار متأخرة، وهو الأمر الذي ينفيه.

بعدما قضى ثمانية أشهر في السجن بانتظار المحاكمة، كان يتوقع الإفراج عنه بعدما أيَّدت محكمة الاستئناف حكم الستة أشهر، لكنَّ سلطة الهجرة الكورية أصدرت أمر ترحيل بحقه في يوليو/تموز 2020 على أساس أنَّه ارتكب فعلاً إجرامياً.

بعد ذلك نُقِلَ لمركز احتجاز المهاجرين سيئ السمعة في مدينة هوا سونغ، والذي يُشار إليه أحياناً باعتباره "ملجأ الأجانب". وبحسب عامر اتسمت فترة سجنه بالحجز الانفرادي والإيذاء الجسدي والتعذيب النفسي.

يجري الإبقاء على المهاجرين الذين تقرر السلطات الكورية ترحيلهم في مراكز احتجاز تشبه السجون حتى موعد ترحيلهم، وقال عامر لـMiddle East Eye: "لستُ مجرماً ولم ألحق أي أذى بأي شخص. لكنَّهم عاملوني كحيوان".

.
اللاجئ السوري عامر فضو – Middle East Eye

أشار عامر إلى أنه أمضى 6 أشهر من بين أشهر احتجازه الـ22 في الحجز الانفرادي دون إمكانية التعرُّض لضوء الشمس وواجه الإيذاء الجسدي والإهمال الطبي.

أضاف أنه تعرّض أيضاً "للضرب والصعق الكهربائي عدة مرات بصاعق يشبه الهراوة. وأُصيبَت أعصاب يديّ أيضاً بعد قضاء أشهر في الأصفاد، وفقدتُ الآن أربعة أسنان بسبب الضغط النفسي والجسدي".

أشار اللاجئ إلى أن سوء معاملته توقف بعد تسريب لقطات كاميرا مراقبة التُقِطَت داخل أحد مراكز الاحتجاز أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يُظهِر طالب لجوء مغربي مُقيَّد بالحبال في حبس انفرادي لساعات، الأمر الذي تسبب برد فعل سلبي في وسائل الإعلام.

كانت منظمة غير حكومية للدعم القانوني للاجئين تُسمَّى "المدافعون عن المصلحة القانونية العامة" قد أوصلت قضية عامر للمحكمة، وبعد معركة قضائية استمرت 7 أشهر، حكمت المحكمة بأنَّ مركز الاحتجاز مخالف للقانون وأمرت بإطلاق سراحه في أبريل/نيسان الماضي، ويطالب عامر الآن بالعدالة.

تعذيب لاجئ مغربي في مركز احتجاز بكوريا الجنوبية – يوتيوب

حوادث متكررة

بعدما تصدَّرت قضية طالب اللجوء المغربي عناوين الأخبار المحلية والدولية، أقرَّت وزارة العدل الكورية الجنوبية بارتكاب انتهاكات حقوق إنسان بحقه، لكنَّ شهادات طالبي لجوء آخرين أشارت إلى أنَّه لم يتغير الكثير.

من بين هؤلاء، محمد المكاوي، وهو طالب لجوء مصري مُحتَجَز حالياً بمركز احتجاز آخر، وتحدث عن ظروف مشابهة.

بحسب الموقع البريطاني، احتُجِزَ الشاب البالغ من العمر 26 عاماً بسبب تجاوزه مدة تأشيرته، بعدما رفضت سلطات الهجرة طلباته لتجديد اللجوء، وهو محتجز منذ ستة أشهر دون نهاية قريبة في الأفق.

المكاوي قال إن "ضباط الهجرة يعاملون العرب فقط بهذا الشكل، هناك ليبيون ومصريون آخرون معي في هذا المركز يُعامَلون بشكل مريع"، وأضاف: "كانوا يأتون كل ليلة عند الثانية صباحاً إلى زنزانتي، فيهِزُّون القضبان ويصيحون لإبقائي مستيقظاً ومنعي من النوم".

تُظهِر الأرقام المنشورة من وزارة العدل أنَّ 52 طالب لجوء فقط من بين 11892 مُتقدِّماً قد حصلوا على وضعية اللجوء عام 2020 في كوريا الجنوبية، وهو معدل قبول يعادل 0.4%.

تحميل المزيد