على مدار 20 عاماً، تعمل إسرائيل على تطوير أسلحة تعمل بالليزر للتعامل مع الهجمات الصاروخية التي تأتيها عبر الحدود، وتمكنت بالفعل من ابتكار نموذج أولي لصاروخ يعمل بالليزر نجح في إسقاط أهدافه في غضون ثوانٍ وبتكلفة مادية تقدر بدولارين، وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الجمعة 5 يونيو/حزيران 2022.
الصحيفة أشارت إلى أن أسلحة الليزر "انتقلت من أفلام الخيال العلمي إلى الواقع"، حيث يقول توماس كاراكو، زميل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "هذا لم يعد خيالاً علمياً عن" حرب النجوم.
فيما قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إنهم ابتكروا نموذجاً أولياً لمدفع ليزر، يمكنه اعتراض الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار، والصواريخ المضادة للدبابات أثناء الطيران.
كما أكد المسؤولون أن نظام Iron Beam حقق نجاحاً في سلسلة من الاختبارات بالذخيرة الحية أجريت في صحراء إسرائيل الجنوبية، حيث دمر صاروخاً وقذيفة هاون ومسيّرة.
إحاطة إسرائيل بجدار ليزر
من جانبه، ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، هذا السلاح بأنه "عامل استراتيجي لتغيير اللعبة". وتعهد "بإحاطة إسرائيل بجدار ليزر".
وخلال زيارته لشركة "أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة" المملوكة للدولة التي كلفت بتطوير هذا السلاح قال بينيت: "هو عامل فاصل؛ لأننا لن نهزم العدو عسكرياً فحسب، بل سنفقره مالياً. حتى اليوم، سيكلفنا اعتراض كل صاروخ الكثير من المال. اليوم، يمكنهم استثمار عشرات الآلاف من الدولارات في صاروخ وسنستثمر دولارين من تكلفة الكهرباء في اعتراض الصاروخ".
وكان بينيت قال في تصريحات سابقة له، في أبريل/نيسان الماضي، إنه سوف يستخدم "لإسقاط الطائرات بدون طيار والصواريخ وقذائف الهاون بتكلفة 3.50 دولار لكل ضربة قد يبدو مثل الخيال العلمي لكنه حقيقي".
توقيت الاستخدام في المعارك
وفي الأول من يونيو/حزيران، قال موقع "تايمز أوف إسرائيل" إن قسم البحث والتطوير في وزارة الدفاع سعى في البداية لنشر هذا النظام بحلول عام 2024، لكن الجيش دفع باتجاه نشره في وقت مبكر، وأعلن بينيت في فبراير/شباط أن إسرائيل ستستخدمه في غضون عام.
لكن في مارس/آذار، قال وزير الدفاع بيني غانتس: "سيستغرق الأمر وقتاً. إنها ليست عملية قصيرة، لكننا سننجزها في أقصر وقت ممكن".
بينما نقلت نيويورك تايمز عن خبراء مشاركين في تطوير النظام أنه لن يكون جاهزاً للعمل بشكل كامل قبل عدة سنوات، وحتى ذلك الحين قد يكون في البداية محدود الاستخدام في حماية سماء إسرائيل.
الصحيفة الإسرائيلية، أشارت أيضاً إلى أن تطوير هذا السلاح مدفوع بمخاوف من أنه في أي نزاع مستقبلي، لن يكون لدى الجيش صواريخ اعتراضية كافية من "القبة الحديدية" وأنظمة الدفاع الجوي الأخرى لإسقاط الصواريخ والصواريخ والطائرات بدون طيار.
لكن في الوقت ذاته لا يهدف سلاح الليزر إلى استبدال "القبة الحديدية" أو أنظمة الدفاع الجوي الأخرى، وإنما استكمالها وإسقاط المقذوفات الصغيرة وترك الكبيرة للأنظمة الأخرى.