قال علماء إن كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، والتي تسبب الاحتباس الحراري، تواصل الصعود مُحطمة الأرقام القياسية في شهر مايو/أيار 2022، بحسب ما نقلت صحيفة "The New york times"، الجمعة 3 مايو/أيار 2022.
بحسب الصحيفة، فإن كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الآن أعلى مما كانت عليه في عصر ما قبل الصناعة وبدء حرق النفط والغاز والفحم في أواخر القرن الـ 19 بنحو 50%.
فيما أشار مسؤولون في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الأعلى خلال 4 ملايين سنة على الأقل.
حيث وصل تركيز الغاز إلى ما يقرب من 421 جزءًا في المليون في مايو/أيار 2022، بعد أن واصلت محطات الطاقة والمركبات والمزارع حول العالم ضخ كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وقد بلغ إجمالي الانبعاثات 36.3 مليار طن في عام 2021، وهو أعلى مستوى في التاريخ.
ستؤدي زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وهو ما قد ينتج كوارث بيئية كبيرة من فيضانات وجفاف وحرائق للغابات.
فشل وتراجع
تعد زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون دليلاً إضافياً على فشل دول العالم في تحقيق الهدف الأساسي لقمة باريس للمناخ في عام 2015، للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.
من جانبه، قال ريك سبينراد، مدير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، في بيان إن هذا "تذكير صارخ بأننا بحاجة إلى اتخاذ خطوات عاجلة وجادة لنصبح أكثر استعداداً للمناخ".
وذكر بيتر تانس، العالم البارز في مختبر الرصد العالمي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، أنه على الرغم من انخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون إلى حد ما في حوالي عام 2020 خلال التباطؤ الاقتصادي الناجم عن جائحة فيروس كورونا، إلا أن هذا الانخفاض لم يستمر على المدى الطويل، وعاد ثاني أكسيد الكربون للزيادة مرة ثانية بنفس الوتيرة التي كان عليها في السنوات الماضية.
تختلف مستويات ثاني أكسيد الكربون على مدار العام؛ حيث تزداد مع موت النباتات وتفسّخها في الخريف والشتاء، وتتناقص في الربيع والصيف؛ حيث تمتص النباتات النامية الغاز من خلال عملية التمثيل الضوئي. ويتم الوصول إلى الذروة في شهر مايو من كل عام، قبل أن يتسارع نمو النبات في نصف الكرة الشمالي.