أعلنت "أبوت لابوراتوريز" أكبر شركة أمريكية لتصنيع حليب الأطفال اليوم السبت 4 يونيو/حزيران، أنها أعادت فتح مصنعها في ستورجيس بولاية ميتشغان في خطوة نحو تخفيف النقص الحاد على مستوى البلاد الذي دفع الآباء إلى البحث عن الإمدادات.
وقبل نحو 3 أشهر سحبت شركة أبوت، عشرات المنتجات، من وصفات غذاء الأطفال، ومنها سيميلاك، وأليمينتام من الأسواق الأمريكية، ما سبب أزمة مفاجئة، تعد واحدة من الأسوأ على الإطلاق، في تاريخ البلاد الحديث.
الشركة أضافت أنها ستبدأ في إنتاج حليب "EllyCare" وغيره من التركيبات المتخصصة، مع إتاحة أول منتج "EllyCare" للمستهلكين في 20 يونيو/حزيران أو حوالي ذلك التاريخ.
من جانبها، قالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في 19 مايو/أيار إن المصنع في طريقه لافتتاحه في غضون أسبوع أو أسبوعين.
أدى إغلاق المصنع وسحب حليب الأطفال إلى تفاقم النقص في الإمدادات، إذ تشير البيانات الفدرالية لعام 2022 إلى أن أقل من نصف الأطفال في الولايات المتحدة يرضعون رضاعة طبيعية حصرية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحياة.
بايدن ونقص الحليب
الأمر دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى التدخل، قائلاً: "فريقنا يسابق الزمن، ليوفر الحليب بشكل يغطي حاجة الجميع".
وعلى إثر ذلك، وصلت طائرة شحن عسكرية تابعة للجيش الأمريكي إلى الولايات المتحدة قادمة من ألمانيا، وعلى متنها عدة أطنان من عبوات حليب الأطفال الرضع، الذي تعاني أمريكا من نقصه، وفق ما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الإثنين 23 مايو/أيار 2022.
وحسب ما قال برايان ديز، المستشار الاقتصادي، للرئيس بايدن، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن الشحنة الأولية يمكن أن تغطي نحو 15%، من الطلب العاجل على حليب الأطفال في البلاد.
كما أضاف المسؤول الأمريكي: "هناك المزيد من الشحنات قريباً، ستبدأ توالياً، مع مطلع الأسبوع" كجزء من العملية التي أطلقت عليها واشنطن "عملية الحليب الطائر".
في الوقت نفسه أعلنت الإدارة الأمريكية أن شركة دانون سارعت في عملية تهيئة شحنات من حليب الأطفال، التي تنتجها مصانعها في أوروبا، لشحنها إلى الولايات المتحدة لمواجهة أزمة نقص الحليب.
أصل أزمة الحليب
إذ بدأت شركة أبوت في سحب منتجاتها في فبراير/شباط، بعد تقارير عن عدوى بكتيرية لدى الأطفال الذين تناولوا تركيبة الشركة.
وكشف فحص أجرته إدارة الغذاء والدواء (FDA) لمنشأة Sturgis عن نتائج "مروعة" مثل عيوب في المعدات الحيوية، وغسل اليدين غير الكافي، ودليل على وجود تلوث جرثومي سابق.
في المقابل، قالت الشركة إنه لا يوجد دليل يربط تركيبتها بالمرض، بينما وجد فحص إدارة الغذاء والدواء وجود بكتيريا في الاختبارات البيئية وليس عينات المنتج.
قبل أن تغلق الشركة أبوابها، كانت تسيطر على 40% من سوق حليب الأطفال، لكن الحصة السوقية للشركات الأخرى نمت منذ ذلك الحين.
حتى بعد إعادة افتتاح المصنع، قال روبرت كاليف، مفوض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إن الأمر قد يستغرق عدة أسابيع قبل أن تعود الإمدادات إلى طبيعتها.
فيما تقوم الشركات الدولية التي تصنع حليب الأطفال بإحضار المنتجات إلى الولايات المتحدة بعد أن خففت هيئة الرقابة الصحية في البلاد سياسة الاستيراد.