تخلّت كوريا الشمالية عن التفاصيل الدبلوماسية، لتتخذ نبرة قتالية مع بداية رئاستها لمؤتمر نزع السلاح في جنيف؛ إذ قال سفير بيونغ يانغ، هان تاي سونغ، لدى الأمم المتحدة، إنَّ بلاده ما زالت في حالة حرب مع الولايات المتحدة، حسب ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، 3 يونيو/حزيران 2022.
ويتولى سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة في جنيف، حتى 24 يونيو/حزيران، الرئاسة الدورية لهذه الهيئة المكلفة بنزع السلاح في العالم، وذلك وفقاً لممارسة دامت لعقود بين أعضاء الهيئة البالغ عددهم 65 بعد الترتيب الأبجدي لأسماء الدول باللغة الإنجليزية.
وقد واجه انتقادات حادة، الخميس 3 يونيو/حزيران 2022، من قبل نحو 50 دولة بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكوريا الجنوبية وفرنسا، لإطلاق بيونغ يانغ صواريخ بالستية، واحتمال إجرائها تجربة نووية سابعة.
وحثت العشرات من المنظمات غير الحكومية، الدول على الخروج من القاعة؛ احتجاجاً على رئاسة كوريا الشمالية.
في السياق، قالت السفيرة الأسترالية لدى الأمم المتحدة، أماندا غوريلي، باسم هذه الدول: "ما زلنا نشعر بقلق كبير من التحركات غير المسؤولة لجمهورية كوريا الشمالية الديموقراطية الشعبية، التي تواصل تقويض قيمة مؤتمر نزع السلاح بشكل خطير".
السفيرة الأسترالية أضافت أن مواصلة رئاستها للمؤتمر "لا يعني بأي حال من الأحوال موافقة ضمنية" على انتهاكات كوريا الشمالية للقانون الدولي.
"الرئيس يحيط علماً بتصريحاتكم"
واكتفى سفير بيونغ يانغ، الذي افتتح اجتماع يوم الخميس 2 يونيو/حزيران، الذي عُقِد استثنائياً في غرفة حقوق الإنسان المميزة التابعة للأمم المتحدة في جنيف، بالرد قائلاً: "إنَّ الرئيس يحيط علماً بتصريحاتكم".
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إنَّ دور كوريا الشمالية جعل فائدة المؤتمر موضع شك.
وأضاف: "من المؤكد أنَّ هذا يثير التساؤل عندما يكون لديك نظام مثل جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في منصب قيادي رفيع، وهو نظام ساهم بالقدر نفسه مثل أية حكومة أخرى في جميع أنحاء العالم في تقويض قاعدة عدم انتشار السلاح".
وأجرت كوريا الشمالية، إحدى أكثر دول العالم عسكرة، عدداً من التجارب الصاروخية منذ بداية العام.
وقالت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إنها أطلقت 3 صواريخ، بما في ذلك ربما أكبر صاروخ باليستي عابر للقارات، بعد ساعات من إنهاء جو بايدن زيارته للمنطقة أواخر الشهر الماضي.
تحذير واشنطن
وحذّرت الولايات المتحدة ودول أخرى من أنَّ بيونغ يانغ تستعد لأول تجربة نووية لها منذ 5 سنوات.
وفي بيان مشترك صدر يوم الخميس، 3 يونيو/حزيران، حثت السفيرة الأسترالية، أماندا غوريلي، كوريا الشمالية على "الالتزام بوقف اختياري لتفجيرات التجارب النووية".
وبعد عدة تعليقات بأنَّ بلاده أحاطت علماً بالانتقادات، اعتلى هان، سفير كوريا الشمالية، المنصة لإلقاء كلمة بصفته الوطنية للإصرار على حق كوريا الشمالية في الدفاع عن نفسها ضد "التهديدات" الأمريكية.
وأشار إلى أنَّ بيونغ يانغ ظلت رسمياً في حالة حرب مع الولايات المتحدة منذ وقف إطلاق النار عام 1953، الذي أنهى القتال وشق شبه الجزيرة الكورية.
وقال: "لا يحق لأية دولة أن تنتقد أو تتدخل في سياسة الدفاع الوطني لكوريا الشمالية".
يُذكر أنَّ مؤتمر نزع السلاح، وهو ليس هيئة تابعة للأمم المتحدة، لكنه يجتمع في مقره في جنيف، هو منتدى متعدد الأطراف لنزع السلاح ينعقد 3 دورات في السنة.
ويتفاوض المؤتمر بشأن اتفاقات الحد من التسلح ونزع السلاح، ويركز على وقف سباق التسلح النووي.