اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، 29 مايو/أيار 2022 عند دوار دير شرف غرب نابلس، وذلك وفق ما قالت وسائل إعلامية فلسطينية.
حيث أفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال الإسرائيلي أطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت، تجاه الشبان، وفي السياق ذاته انتشر مستوطنون على طريق جنين- نابلس بالقرب من بلدة دير شرف ومارسوا أعمال عربدة في المكان.
إصابة العشرات في نابلس
في سياق متصل، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة عشرات الشبان الفلسطينيين في المواجهات العنيفة التي اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح الهلال الأحمر أنه سجل 6 إصابات حتى الآن في المواجهات المندلعة في منطقة "بيت إيل" في رام الله وبين أن طواقمه تعاملت مع 52 إصابة في المواجهات المندلعة في مناطق مختلفة في نابلس شمال الضفة.
مظاهرات في غزة
من ناحية أخرى، شارك مئات الفلسطينيين في قطاع غزة، في تظاهرات، الأحد، رفضاً لمسيرة "الأعلام" التي ينظمها مستوطنون إسرائيليون في مدينة القدس المحتلة.
جاءت التظاهرات التي دعت لها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تزامناً مع تنظيم المستوطنين ما يسمى "مسيرة الأعلام" بمدينة القدس، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ولافتات كُتب على بعضها "الأقصى خط أحمر"، و"لبيك يا أقصى".
ردّد المتظاهرون هتافات مناهضة لإسرائيل، مُنددة لمسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس المحتلة. وقال محمد أبو عسكر، القيادي في حركة "حماس"، "إن القدس لها رجالها الذين يدافعون عنها، ومن خلفهم مقاومة تحفظها".
أضاف أبو عسكر، في كلمة له على هامش مسيرة انطلقت ببلدة جباليا شمالي القطاع: "إذا كانوا (الإسرائيليون) يبحثون عما يسمّونه لمّ الشمل، وتوحيد القدس، فنقول لهم: إن القدس كلها أرض فلسطينية إسلامية موحّدة، لا فرق بين شرقيّها ولا غربيّها".
تابع: "لا مجال لالتقائنا مع الصهاينة على هذه الأرض.. فالقدس لنا ولن يرفع فوقها إلا علم فلسطين".
القدس عاصمة فلسطين
بدوره، قال علاء الدين البطة، رئيس بلدية مدينة خان يونس، جنوبي القطاع "إن القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية ولا يمكن لنا أن نتنازل عنها مهما تعاظمت التضحيات".
فيما أدان البطة في كلمة له على هامش مسيرة انطلقت بمدينة خان يونس "الانتهاكات الإسرائيلية بمدينة القدس، والإجراءات الرامية إلى تهويدها وطمس المعالم الإسلامية فيها".
تأتي هذه التظاهرات في غزة، تزامناً، مع استعداد آلاف الإسرائيليين، للانطلاق في مسيرة أعلام، تبدأ من منطقة "باب العامود"، لإحياء الذكرى الـ55 لاحتلال مدينة القدس الشرقية.
من ناحية أخرى، يسود توتر شديد مدينة القدس، جراء سلسلة اقتحامات نفذها مستوطنون للمسجد الأقصى، الأحد، بحماية من الشرطة الإسرائيلية، قبيل ساعات من انطلاق مسيرة الأعلام.
فيما قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن عدد المقتحمين للمسجد الأقصى بلغ 1687 مستوطناً.
كما شهدت اقتحامات الأحد، تطوراً خطيراً، حيث أدى عشرات المستوطنين صلوات تلمودية، تمددوا خلالها على الأرض في باحات الأقصى، فيما يعرف بـ"السجود الملحمي عند اليهود". ورفع آخرون الأعلام الإسرائيلية تحت حماية الشرطة، وذلك في خرق واضح للوضع الراهن.
يذكر أن "الوضع الراهن" (الستاتيكو) هو الوضع الذي ساد بالأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أثناء الفترة العثمانية، واستمر خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين والحكم الأردني، وحتى ما بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967.
من جانبها، تقول إسرائيل بشكل مستمر، إنها ملتزمة بعدم المساس بـ"الوضع الراهن".