شنَّت “عمليات” بجميع أنحاء العالم دعماً لفلسطين.. تعرَّف على مؤسِّسة “الجيش الأحمر الياباني” التي أفرجت عنها طوكيو

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/28 الساعة 13:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/28 الساعة 13:17 بتوقيت غرينتش
الناشطة اليابانية فوساكو شيغينوبو مؤسِّسة "الجيش الأحمر الياباني"/Getty Images

أطلقت السلطات اليابانية، السبت 27 مايو/أيار 2022، سراح فوساكو شيغينوبو، مؤسِّسة "الجيش الأحمر الياباني"، الذي زرع الرعب خلال عمليات نفذها بسبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، دعماً للقضية الفلسطينية.

 فوساكو (76 عاماً) أطلق سراحها بعد أن أمضت عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً في اليابان،

بعدما أوقفت عام 2000 في بلدها الأصلي، حيث عادت سراً بعدما عاشت 30 عاماً في الشرق الأدنى، وكانت قد أعلنت عن حل الجيش الأحمر الياباني من زنزانتها في  2001، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.

وخرجت شيغينوبو من سجنها في طوكيو واستقلت سيارة سوداء مع ابنتها ماي، بينما حمل العديد من مناصريها لافتة كتب عليها "نحن نحب فوساكو"، وقالت شيغينوبو للصحفيين بعد إطلاق سراحها: "أعتذر عن الإزعاج الذي تسبب فيه اعتقالي لكثير من الناس". وأضافت "مضى نصف قرن (…) لكننا تسببنا بآلام لأشخاص أبرياء لا نعرفهم، عبر إعطاء الأولوية لمعركتنا، مثل احتجاز مدنيين رهائن".

وحُكم على اليسارية التي دعت إلى الثورة العالمية من خلال الكفاح المسلح، عام 2006 في اليابان، بالسجن 20 عاماً، لتنظيمها عملية احتجاز رهائن في السفارة الفرنسية في هولندا في 1974، استمرت مئة ساعة، وأدت عملية احتجاز الرهائن التي لم تشارك فيها فوساكو شيغينوبو بشكل مباشر إلى جرح عدد من رجال الشرطة، وأجبرت فرنسا على إطلاق سراح أحد أعضاء الجيش الأحمر الياباني.

عملية في إسرائيل

وبالتزامن مع أحداث لاهاي أسفر هجوم بقنبلة يدوية في متجر "دراغستور بوبليسيس" في باريس عن مقتل شخصين وإصابة 34 آخرين بجروح، وحُكم على إيليتش راميريز سانشيز المعروف باسم كارلوس، بالسجن مدى الحياة في أيلول/سبتمبر 2021، بسبب هذا الهجوم.

وكان الجيش الأحمر الياباني مقرباً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي أصبح كارلوس ينشط لصالحها في أوروبا، ويُعتقد أن شيغينوبو تقف وراء التخطيط لعملية مطار اللد في تل أبيب، التي أسفرت في 1972 عن مقتل 26 شخصاً وإصابة حوالي 80 آخرين بجروح.

رحلة الشرق الأوسط 

وُلدت شيغينوبو لأسرة فقيرة في طوكيو عام 1945، في حقبة ما بعد الحرب، وكانت ابنة ضابط شارك في الحرب العالمية الثانية، وعمل بقّالاً بعد هزيمة اليابان.

وبدأت رحلتها مع الشرق الأوسط عن طريق الصدفة عندما مرت وهي في العشرين باعتصام في إحدى جامعات طوكيو، بينما كانت تشهد اليابان تحركات طلابية في الستينات والسبعينات، للاحتجاج على حرب فيتنام وخطط الحكومة اليابانية، للسماح للجيش الأمريكي بالبقاء في البلاد.

وسرعان ما انخرطت شيغينوبو في الحركة اليسارية، وقررت مغادرة اليابان وهي في سن الخامسة والعشرين، واتخذت اتجاه الفرع الدولي لمجموعة ثورية يابانية، زالت بعد بضع سنوات، ثم أسست الجيش الأحمر الياباني في لبنان في 1971، حيث استقبلتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

اليابان فلسطين
الناشطة اليابانية فوساكو شيغينوبو مؤسِّسة "الجيش الأحمر الياباني"/مواقع التواصل

قالت شيغينوبو في كتاب أهدته لابنتها الوحيدة، المولودة عام 1973 في لبنان، لأب ناشط بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: "في البداية لم أكن مؤيدة للعرب أو معادية لإسرائيل، لكن (في ذلك الوقت) كان للقضية الفلسطينية صدى فينا، نحن الشباب الذين عارضوا حرب فيتنام، والذين كانوا متعطشين للعدالة الاجتماعية".

وتعيش ابنتها ماي شيغينوبو في اليابان منذ 2001، وقد جاءت فوراً للدفاع عن والدتها ودعمتها طوال فترة احتجازها.

يشار إلى أنه حتى أواخر الثمانينيات نفّذ الجيش الأحمر الياباني عمليات احتجاز رهائن وخطف طائرات وعمليات سطو على مصارف وهجمات على سفارات في آسيا وأوروبا، لكن الخلافات الداخلية مزقت المنظمة التي فقدت نفوذها تدريجياً، حتى حلّها في 2001.

وتُواصل الشرطة اليابانية البحث عن سبعة أعضاء سابقين في الجيش الأحمر الياباني، بمن فيهم كوزو أوكاموتو، الناجي الوحيد من مرتكبي مجزرة مطار اللد قبل 50 عاماً، والذي حصل على حق اللجوء السياسي في لبنان.

تحميل المزيد