أذاعت قناة "الجزيرة" القطرية الفضائية، الجمعة 27 مايو/أيار 2022، حلقة جديدة من برنامج "ما خفي أعظم"، تناولت ملف معركة "سيف القدس"، التي دامت عشرة أيام، حيث استهدف جيش الاحتلال قطاع غزة.
الحلقة الجديدة التي أذيعت الجمعة، سلطت الضوء على قادة حماس في غزة وكيف أداروا المعركة من خلال غرفة مشتركة للمقاومة الفلسطينية مع ضباط استخبارات من "محور المقاومة".
حلقة "ما خفي أعظم"، حملت عنوان "قلب المعادلة"، وكشفت أن الغرفة المشتركة التي أدارت المعركة لمواجهة الاحتلال، ضمت ضباط استخبارات من كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
كما كشف التحقيق لقطات حصرية لمسيّرات هجومية أنتجتها كتائب القسام، حلَّقت فوق آليات إسرائيلية في عمق الحدود.
كذلك فقد رصدت الحلقة، أنه في 10 مايو/أيار 2021، مساء، انطلقت صواريخ المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة باتجاه القدس، وذلك بعد تهديد قائد أركان القسام محمد الضيف، وكان القصف رداً على تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية داخل القدس المحتلة، واقتحامات لباحات المسجد الأقصى المبارك واعتداءات جنود الاحتلال وإخلاء بيوت المقدسيين.
الحلقة أجرت حواراً مع مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي، فرانسوا بورغا، الذي قال إن ما جرى يُظهر الصلابة الاستثنائية للكفاح الفلسطيني وقدرته على إعادة إنتاج نفسه رغم التغييرات السلبية للجوار، وهو ما يؤكد قدرة الفلسطينيين على انتزاع الحقوق التي انتُزعت منهم عام 1948.
المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، يوسي يهوشع، قال كذلك في الحلقة، إن صواريخ المقاومة فاجأت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وأظهرت عدم نجاح الاستخبارات العسكرية في قراءة نوايا حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقال إن الحركة حققت تحسناً في الساحة الإعلامية وفهم المخاوف الإسرائيلية.
الحلقة استطاعت إجراء مقابلة مع أحد أبرز قيادات كتائب القسام، وهو محمد السنوار، القيادي في هيئة أركان كتائب القسام، والذي قال في الحلقة، إن المقاومة تعرف مواضع ألم الاحتلال الإسرائيلي والضغط عليه، وإنها استطاعت أن تثبت معادلات مهمة أصبح الاحتلال يحسب حسابها جيداً. وأضاف قائلاً: "رسخنا معادلة أن ضرب تل أبيب أسهل من شربة ماء".
محمد السنوار قال كذلك، إن غرفة أمنية مشتركة جمعت محور المقاومة، كانت منعقدة طوال الحرب وكانت لها إسهامات استخباراتية مهمة. وضمت الغرفة ضباطاً من القسام والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
رصدت الحلقة كذلك تفاصيل الضربة الختامية التي هددت بها، فقد كان هناك 362 صاروخاً مُعداً للإطلاق في وقت واحد، وُجهت نحو 14 مدينة ومستوطنة حددتها كتائب القسام هدفاً لها، بينها تل أبيب وعسقلان و حيفا وإيلات والقدس.
كما عرض البرنامج لقطات لمسيّرات هجومية أنتجتها كتائب القسام، حلّقت فوق آليات إسرائيلية في عمق الحدود، بحسب القناة.
فيما شنت إسرائيل عدواناً على غزة، استمر 11 يوماً، في الفترة ما بين 10 و21 مايو/أيار 2021.
حيث اندلعت شرارة الحرب، من جراء الأحداث التي كانت جارية في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى، منذ أبريل/نيسان 2021.
وسبق أن أطلقت الفصائل الفلسطينية على المعركة التي خاضتها اسم "سيف القدس"، بينما أطلقت إسرائيل على عمليتها العسكرية في غزة اسم "حارس الأسوار".
فخلال الحرب، أطلقت الفصائل بغزة ما يزيد على 4 آلاف صاروخ تجاه مدن جنوب ووسط إسرائيل، أسفرت عن مقتل 12 إسرائيلياً وإصابة نحو 330 آخرين، وفق مصادر إسرائيلية.
بينما خلّفت الحرب أكثر من 200 قتيل فلسطيني وآلاف الجرحى، وفاقمت تردي الأوضاع الاقتصادية لسكان القطاع، مُخلِّفةً خسائر قُدرت بنحو 479 مليون دولار، بحسب إحصاءات رسمية.