ينظم الدبلوماسيون الفرنسيون إضراباً، الأسبوع المقبل، هو الأول من نوعه منذ نحو عقدين؛ احتجاجاً على خطط الإصلاح الحكومية التي يطبقها الرئيس إيمانويل ماكرون، إذ قال إنه سيقضي على الخدمة الخارجية اللامعة في البلاد.
صحيفة The Times البريطانية قالت في تقرير نشرته الخميس 26 مايو/أيار 2022، إن الإضراب الذي يستمر ليوم واحد في السفارات والقنصليات الفرنسية في جميع أنحاء العالم والمقر الرئيسي في باريس، يوم الخميس، 2 يونيو/حزيران، يعكس الغضب على جميع المستويات في وزارة الخارجية، بشأن خطوة العام المقبل التي ستلغي الوضع التقليدي للدبلوماسيين على أنه متميز عن بقية الخدمة المدنية.
في الوقت الحالي، تُوَظِف ثالث أكبر خدمة دبلوماسية في العالم، بعد الولايات المتحدة والصين، العاملين بها وتدربهم ليصبحوا مبعوثين وسفراء لفرنسا.
لكن لتعزيز التنقل عبر قطاع الدولة وفتح الطريق أمام التوظيف الخارجي، ستتولى مجموعة جديدة من "موظفي الخدمة المدنية بين الوزارات" اختيار كبار الموظفين الدبلوماسيين.
ثورة نادرة في الخدمة
وأثارت خطة ماكرون الإصلاحية ثورة نادرة في الخدمة، السرية عادةً، التي أصبحت تحت قيادة الوزيرة الجديدة، كاثرين كولونا، الدبلوماسية المحترفة التي كانت حتى الأسبوع الماضي تعمل سفيرة في لندن.
وقال أحد السفراء: "نشعر بالقلق الشديد؛ فنحن لسنا قابلين للتبادل! أحترم زملائي من الإدارات الأخرى، لكني لا أعرف كيف يؤدون عملهم، ولا هم يعرفون كيف يؤدون عملنا".
ولم يسبق لوزارة الخارجية الفرنسية تنظيم إضراب سوى مرة واحدة فقط من قبل؛ التي كانت في عام 2003، وذلك ليوم واحد للمطالبة بأجور أعلى للمهام الأجنبية.
لكن هذا الأسبوع، وقَّعت "مجموعة" من 500 دبلوماسي معظمهم من الشباب على عمود احتجاجي في صحيفة Le Monde، يقولون فيه: "نحن نواجه خطر اختفاء دبلوماسيتنا المحترفة.. إنَّ مهن وزارة الخارجية تستغرق وقتاً طويلاً للتعلم.. لا سيما في الخارج وفي المهمات الصعبة".
المهارات المطلوبة لدبلوماسية فعّالة
من جانبها، قالت ناتالي لويسو، أول وزيرة أوروبية لماكرون ودبلوماسية محترفة، إنها دعمت الثورة الإصلاحية، لكنها جادلت بأنَّ المهارات المطلوبة لدبلوماسية فعّالة لا يمكن استبدالها بالفروع الأخرى للخدمة المدنية.
لويسو أضافت: "لن يصلح الدبلوماسي للعمل وكيلاً في وزارة الزراعة، كما لا يمكن لأي شخص أن يكون القنصل في كردستان".
دافع ماكرون وفريقه عن الإصلاح باعتباره تحديثاً طال انتظاره ويصفون النقد بأنه قبضة عشيرة ذات امتياز.
يعتقد الكثيرون في السلك الدبلوماسي أنَّ ماكرون يسعى لمعاقبتهم ضمن نزاع خاضه مع وزارة الخارجية؛ بسبب مقاومتهم للتغييرات التي أجراها في السياسة الخارجية، وخاصة تجاه روسيا. وفي عام 2019، وبّخ السفراء علناً لمقاومتهم تحركاته لإقامة علاقات أوثق مع موسكو.
وكان تعيين كولونا، التي حلت محل جان إيف لودريان، السياسي المحترف، يُنظَر إليه على أنه محاولة لتهدئة الخدمة. وعندما تولت المنصب، أخبرت الموظفين أنها على ثقة تامة بهم: "نحن بحاجة إلى كل واحد منكم. يمكنكم التعويل على أنني لن أنسى من أنا ولا من أين أتيت".