تُوفي زوج المعلمة التي قُتلت في حادث إطلاق النار في مدينة أوفالدي بولاية تكساس الأمريكية، بنوبةٍ قلبية أصابته بعد يومين من الهجوم الذي ودَّع فيه رفيقة حياته.
صحيفة The Independent البريطانية قالت، الجمعة 27 مايو/أيار 2022، إن الزوج الراحل جو غارسيا يبلغ من العمر 46 عاماً، وهو زوج المعلمة إرما غارسيا، أحد اثنين من أعضاء هيئة التدريس الذين قُتلوا في الهجوم الذي شنَّه مسلَّح يبلغ من العمر 18 عاماً في مدرسة روب الابتدائية في أوفالدي.
وأكد أحد أفراد الأسرة نبأ الوفاة في تغريدة على موقع تويتر، وقال إن غارسيا "تُوفي حزناً" على زوجته، وقالت صحف محلية إن الزوجين جمعهما الارتباط منذ المدرسة الثانوية، ثم الزواج، ولهما أربعة أطفال.
كتب جون مارتينيز، ابن شقيق المعلمة إرما غارسيا، تغريدة يقول فيها: "أنا عاجز حقاً عن التعبير بالكلام عما نشعر به ونرجوكم الصلاة من أجل عائلتنا، والدعاء بأن يُنزل الرب علينا رحمته، لأن محنتنا عسيرة".
عمِلت إرما غارسيا في مدرسة روب الابتدائية طيلة 23 عاماً، ويصفها معارفها بأنها كانت معلمة بارعة وقد اختيرت في عام 2019 مرشحةً في التصفيات النهائية للفوز بجائزة ترينيتي للتميز في التدريس، التي تمنحها جامعة ترينيتي للمعلمين البارزين في منطقة سان أنطونيو.
وكتبت غارسيا في سيرتها على الموقع الإلكتروني للمدرسة: "ابني الأكبر أتمَّ تدريبه في معسكر مشاة البحرية، وابني الآخر خوسيه يدرس في جامعة ولاية تكساس، أمَّا أكبر ابنتي ليليانا فهي طالبة في السنة الثانية من المدرسة الثانوية، والصغرى أليساندرا في الصف السابع هذا العام".
من جانب آخر نقلت صحيفة The Independent البريطانية عن تقرير لشبكة ABC News الإخبارية الأمريكية، أخباراً مفادها أن سلفادور راموس، مطلق النار في الواقعة، كان يحمل معه 22 مخزن ذخيرة، في كل منها 33 رصاصة، أي أنه كان مسلحاً بما يصل إلى 660 طلقة في مخازن ذخيرة عالية السعة خلال المذبحة.
وقالت مصادر أمنية إن راموس استخدم في هجومه على المدرسة بندقية هجومية نصف آلية من طراز "إيه آر 15" AR-15، وكان السلاح مزوداً بمخزن ذخيرة يحوي 30 طلقة، إلى جانب 6 مخازن حملها راموس في السترة العسكرية التي كان يرتديها، و15 مخزناً آخر في حقيبة ظهره التي وجدتها الشرطة لاحقاً.
يشير كل ذلك إلى أن راموس تمكَّن من الحصول على ترسانة أسلحة هجومية من الدرجة العسكرية، دون أن ينتبه إليه أي من سلطات إنفاذ القانون.
شرع راموس في تكوين ترسانته من الأسلحة النارية وملحقاتها ما إن بلغ سن الثامنة عشرة في 16 مايو/أيار، فقد ذهب في اليوم التالي لبلوغه السن القانونية إلى متجر أسلحة محلى واشترى بندقية نصف آلية، واشترى في اليوم الثاني ما يزيد على 357 رصاصة، ثم عاد إلى متجر الأسلحة في 19 مايو/أيار ليشتري بندقية أخرى من طراز "إيه آر 15".
كلُّ ما أقدم عليه راموس من شراء للأسلحة والذخيرة قانونيٌّ بموجب القواعد المنظمة لشراء الأسلحة وحيازتها في ولاية تكساس، فالولاية تحتكم إلى مجموعة من أيسر قوانين حيازة الأسلحة وأشدها مرونة في البلاد، وتسمح تلك القوانين لمن يبلغ 18 عاماً بشراء البنادق العادية وبنادق الاقتحام الهجومية (الآلية وشبه الآلية) وحملها علناً.
فيما أصدر غريغ أبوت، حاكم ولاية تكساس، في عام 2021 قوانين تسمح لسكان الولاية بحمل البنادق والأسلحة الهجومية من دون تصاريح. وردَّ أبوت على منتقديه بالقول إن السبب في حوادث إطلاق النار الجماعي هو انتشار المشكلات العقلية والأزمات النفسية، وليس سهولة وصول مُرتكبيها إلى أسلحة هجومية فتاكة.
وكشف تقرير لـ"مركز جيفوردز القانوني" أن جرائم القتل بالأسلحة النارية في ولاية تكساس زادت بنسبة تتجاوز 90 % خلال العقد الماضي، وأنها تشهد زيادة سنوية منذ عام 2011 تقريباً.