حذّر علماء من أن تأشيرة بريطانيا الجديدة، التي تهدف لجذب أفضل الخريجين على مستوى العالم، قد تستثني المتفوقين من البلدان الإفريقية، وفق ما ذكرته مجلة New Scientist البريطانية، الثلاثاء 24 مايو/أيار 2022.
المجلة أوضحت أن تأشيرة الأفراد المتفوقين، التي قررت وزارة الداخلية إطلاقها في 30 مايو/أيار، تستهدف مَن تخرجوا خلال السنوات الـ5 الماضية في جامعة مصنفة من ضمن أفضل جامعات العالم.
فالحاصلون على درجة جامعية أو دكتوراه حديثة من إحدى هذه الجامعات سيتمكنون من الانتقال إلى المملكة المتحدة لمدة تصل إلى 3 سنوات، دون الحاجة لتأمين وظيفة مسبقاً.
إذ إن تأشيرات بريطانيا العادية للباحثين الأجانب، تتطلب حصولهم على عرض عمل مسبق أو زمالة أو منح بحثية معيّنة، أو أن يكون المتقدم من الفائزين بجائزة مرموقة.
إقصاء الجامعات الإفريقية
أعلنت وزارة الداخلية قائمة بالجامعات الأجنبية التي تعتبرها الأفضل في العالم، اعتماداً على ظهورها مرتين على الأقل ضمن أفضل 50 جامعة في 3 جداول محددة لترتيب الجامعات على مستوى العالم.
غير أن القائمة التي أعلنتها وزارة الداخلية في بريطانيا لا تشمل أي جامعات في الدول الإفريقية؛ ما يعني استبعاد أي شخص درس في إفريقيا من الحصول على هذه التأشيرة.
تقول أمينة أحمد الإمام من جامعة إيلورين في نيجيريا: "هذه التصنيفات تستند إلى معايير تحابي جامعات موجودة منذ مئات السنين، وتحصل على تمويل ضخم".
تضيف: "بصفتي نيجيرية حاصلة على درجة الدكتوراه في بريطانيا، يحزنني أن أرى استمرار الأخذ بسياسات تستبعد الأفارقة عن غير قصد. هل تعني هذه التأشيرة أنه لا يوجد خريجون من جامعات إفريقية يتمتعون بإمكانات عالية؟".
حرمان للمواهب في القارة السمراء
بينما يقول كريستوفر تريسوس من جامعة كيب تاون في جنوب إفريقيا: "أظن أن هذا النهج غير منصف بالمرة. فاستبعاد الجامعات الإفريقية سيحرمنا من العديد من الخريجين ذوي المعرفة العميقة بالصعوبات التي تواجه البشرية في هذا القرن، مثل تغير المناخ والأمن الغذائي وتوسيع نطاق التكنولوجيا".
أضاف تريسوس: "لو أرادت الحكومة والشركات البريطانية المساهمة في حل هذه المشكلات، فعليهم استيعاب واحتضان المهارات المتنوعة التي يمتلكها العديد من خريجي الجامعات في البلدان النامية".
تجدر الإشارة إلى أن جداول ترتيب الجامعات العالمية تعرضت في السابق لانتقادات اعتبرتها طريقة قاصرة لقياس التفوق الأكاديمي.
بينما لم ترد وزارة الداخلية على أسئلة عن سبب اعتماد التأشيرة على نظام ترتيب للجامعات قد يكون قاصراً، أو سبب استبعادها للخريجين من الجامعات الإفريقية.
قال مسؤول شؤون الهجرة في وزارة الداخلية كيفن فوستر: "البرنامج الجديد للمتفوقين الذين يخطون خطواتهم الأولى في حياتهم المهنية سيسهّل عليهم القدوم إلى المملكة المتحدة".