تزامناً مع وجود الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في اليابان، الثلاثاء 24 مايو/أيار 2022، أرسلت الصين وروسيا قاذفات قنابل استراتيجية لإجراء تدريبات مشتركة بالقرب من حدود اليابان.
صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية قالت، في تقرير لها، الثلاثاء، إن ذلك دفع اليابان وكوريا الجنوبية للرد على ذلك بالمسارعة بإطلاق المقاتلات النفاثة في المنطقة.
قاذفات صينية وروسية فوق بحر اليابان
إذ قالت وزارة الدفاع اليابانية إن الخطوة الصينية الروسية وقعت في الصباح، عندما كان الرئيس الأمريكي في لقاء مع قادة اليابان والهند وأستراليا؛ لمناقشة قضية هجوم روسيا على أوكرانيا، ومسألة تعزيز الصين هيمنتها الإقليمية.
فقد انضمت حينها قاذفتان صينيتان من طراز "شيآن إتش 6" إلى قاذفتين روسيتين من طراز "توبوليف تو 95″، للتحليق فوق بحر اليابان، وتوجهت تلك القاذفات معاً إلى بحر الصين الشرقي.
كما أشارت طوكيو إلى أن قاذفتين صينيتين أخريين انضمتا إلى التدريبات، وأكدت وزارتا الدفاع الصينية والروسية أن البلدين أجريا تدريبات مشتركة في ذلك الوقت، وقال الجانب الروسي إنها استمرت 13 ساعة.
من جانب آخر، قال وزير الدفاع الياباني، نوبو كيشي: "لقد نقلنا إلى كل من الصين وروسيا مخاوفنا الشديدة" من هذه الإجراءات. وأشار كيشي إلى أن هذه التدريبات المشتركة للطائرات الصينية والروسية كانت رابع تدريب من نوعه عموماً، والأول منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.
مع ذلك، قال كيشي: "أرى أن الإقدام على إجراء كهذا خلال القمة الرباعية ينطوي على رفع لدرجة الاستفزاز، إذا قيس بالحالات السابقة".
فيما قال الجيش الكوري الجنوبي إن طائرتين نفَّاثتين روسيتين انضمتا إلى التدريبات، وإن الطائرات دخلت النطاق الجوي الذي حددته كوريا الجنوبية ذاتياً لحماية أمنها القومي. وأشار الجيش الكوري إلى أنه سارع بإرسال مقاتلاته لمراقبة الطائرات الروسية والصينية، وكذلك فعلت اليابان.
"تحالف وثيق" بين الصين وروسيا
كما قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن تدريباً استراتيجياً لقاذفات قنابل روسية وصينية في شرق آسيا، جرى الثلاثاء، يُظهر عمق تحالف الدولتين.
فيما قال المسؤول الأمريكي إن الخطوة هي أول تدريب عسكري مشترك بين الصين وروسيا منذ غزت موسكو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، وتأتي في نهاية جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن في المنطقة.
أضاف المسؤول: "نعتقد أنها تظهر أن الصين تواصل إبداء استعدادها للتحالف الوثيق مع روسيا بما يشمل التعاون العسكري"، مشيراً إلى أن مثل تلك التدريبات يجب أن تكون مخططة من فترة.
قال أيضاً: "الصين لن تتخلى عن روسيا. بدلاً من ذلك، يظهر التدريب أن الصين مستعدة لمساعدة روسيا في الدفاع عن شرقها بينما تقاتل روسيا في الغرب".
المسؤول الأمريكي الكبير أوضح أن تدريبات قاذفات القنابل تشير إلى أن روسيا ستقف مع الصين في نزاعاتها الإقليمية مع الجيران في الشرق وفي بحر الصين الجنوبي.
بينما لم يتضح إن كانت التدريبات قد تم التخطيط لإجرائها في هذا التوقيت لتتزامن مع أول زيارة لبايدن وهو رئيس، لآسيا، حيث زار كوريا الجنوبية واليابان، وانضم لقادة مجموعة الحوار الأمني الرباعي (كواد) في قمتهم الثانية وجهاً لوجه، وهي مجموعة تضم الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا.
بينما غادر الرئيس الأمريكي طوكيو بعد ظهر الثلاثاء، متوجهاً إلى الولايات المتحدة، بعد التصريح بإدانته الشديدة للغزو الروسي لأوكرانيا، والإعلان عن خطة اتفق عليها مع قادة اليابان والهند وأستراليا، لمراقبة إجراءات الصيد غير القانوني التي تقدم عليها الصين وميليشياتها البحرية، والعمل على ردعها.
المناورات ليست الأولى بين بكين وموسكو
من جهة أخرى، تواترت الأدلة على تعزيز التعاون العسكري بين موسكو وبكين في السنوات الأخيرة، وكان من أبرزها المناورة البحرية المشتركة التي أبحرت خلالها سفن روسية وصينية حول اليابان العام الماضي.
حيث أكدت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق، إجراء التدريبات المشتركة، وقالت إنها استمرت 13 ساعة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي، وشاركت فيها قاذفات استراتيجية روسية من طراز توبوليف تو-95، وطائرات صينية من طراز شيآن إتش 6.
كما أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن طائرات من القوات الجوية اليابانية والكورية الجنوبية تتبعت الطائرات الروسية والصينية في جزء من التدريبات.
فيما أطلقت مقاتلات كورية جنوبية طلقاتٍ تحذيرية على طائرة روسية في أول تدريب مشترك أجرته القوات الجوية الصينية والروسية عام 2019، بالقرب من كوريا الجنوبية واليابان.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها نظَّمت دوريات جوية يوم الثلاثاء 24 مايو/أيار، في إطار تنفيذ البنود الخاصة بخطة التعاون العسكري لعام 2022، وإن هذه الدوريات ليست موجهة ضد دول أخرى.