أعلنت ألمانيا أنه "من المرجح" أن يوافق الاتحاد الأوروبي على حظر واردات النفط الروسية "في غضون أيام"، في وقت قالت فيه موسكو إنها ستعمل على تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الصين، بعد وقوعها تحت عزلة غربية بسبب الحرب التي تشنها على أوكرانيا.
كانت المجر قد تمسكت، الإثنين 23 مايو/أيار 2022، بمطالبها بالحصول على استثمارات في مجال الطاقة، قبل أن توافق على مثل هذا الحظر للنفط الروسي، واصطدمت مع دول الاتحاد الأوروبي، التي ضغطت من أجل موافقة سريعة على هذا الإجراء العقابي.
بدوره، عرض الاتحاد الأوروبي ما يصل إلى ملياري يورو (2.14 مليار دولار) لدول في وسط وشرق أوروبا تفتقر إلى إمدادات غير روسية، وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك لتلفزيون "زد.دي.إف": "سنصل إلى انفراجة في غضون أيام".
أضاف هابيك أن المفوضية الأوروبية والولايات المتحدة تعملان بالتوازي على اقتراح للحد من أسعار النفط العالمية، ومضى يقول: "من الواضح أنه إجراء استثنائي، لكن هذه أوقات استثنائية".
يأتي هذا بينما يعتمد العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 اعتماداً كبيراً على الطاقة الروسية، مما أثار انتقادات أوكرانيا التي قالت إن التكتل الأوروبي لم يتحرك بالسرعة الكافية لوقف الإمدادات.
الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قال الإثنين 23 مايو/أيار 2022 لقادة أعمال عالميين في دافوس، إن على العالم زيادة العقوبات على روسيا لردع الدول الأخرى عن استخدام "القوة الغاشمة" لتحقيق أهدافها.
تسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في فبراير/شباط 2022 والمستمر حتى اليوم، إلى فرار أكثر من 6.5 مليون إلى الخارج، وتحويل مدن بأكملها إلى ركام، ودفع الهجومُ الغربَ إلى فرض عقوبات لم يسبق لها مثيل على روسيا.
في إشارة رمزية جديدة لعزلة روسيا، أصبحت سلسلة متاجر القهوة الأمريكية "ستاربكس" أحدث علامة تجارية غربية تعلن انسحابها من البلاد يوم الإثنين 23 مايو 2022.
الاتجاه نحو الصين
في سياق متصل، وعلى خلفية الإجراءات المتزايدة الرامية لعزل موسكو، ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الكرملين سيركز على تطوير العلاقات مع الصين، مع قطع العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة وأوروبا.
لافروف قال في خطاب نُشر على موقع وزارة الخارجية على الإنترنت نصه: "إذا أرادوا (الغرب) عرض شيء ما فيما يتعلق باستئناف العلاقات، فسننظر بجدية فيما إذا كنا سنحتاجه أم لا"، وأضاف: "بما أن الغرب تبنى الآن موقف الديكتاتور، ستنمو علاقاتنا الاقتصادية مع الصين بشكل أسرع".
جاءت تعليقات لافروف في الوقت الذي قام فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن بجولة في آسيا؛ حيث قال إنه سيكون على استعداد لاستخدام القوة للدفاع عن تايوان في مواجهة عدوان صيني، وهو تعليق بدا أنه يوسع حدود السياسة الأمريكية الغامضة تجاه الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.
قتال في دونباس
ميدانياً، تواصل روسيا محاولتها تطويق القوات الأوكرانية والاستيلاء على مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك اللتين تشكلان منطقة دونباس الشرقية، حيث تدعم موسكو القوات الانفصالية.
سيرهي جايداي، حاكم منطقة لوغانسك، قال إن 12500 روسي يحاولون الاستيلاء على المنطقة، وأضاف أن بلدة سيفيرودونتسك دُمرت، لكن أوكرانيا أجبرت القوات الروسية على الخروج من توشكيفكا الواقعة جنوبها.
أما حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو فقال للتلفزيون المحلي إن القصف كان يحدث على طول خط المواجهة، مع استهداف بلدة أفدييفكا لتعدين الفحم على مدار الساعة.
تُركز موسكو على شرق أوكرانيا منذ طرد القوات الروسية من المنطقة المحيطة بالعاصمة كييف والشمال في نهاية مارس/آذار، وكشف زيلينسكي عن أسوأ الخسائر العسكرية لأوكرانيا في هجوم واحد في الحرب يوم الإثنين 23 مايو/أيار 2022، قائلاً إن 87 شخصاً قُتلوا الأسبوع الماضي عندما قصفت القوات الروسية ثكنة بقاعدة تدريب في الشمال.
يأتي هذا بينما تواصل الدول الغربية إمداد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية لدعمها في مواجهة الروس، ويُعد تعهد الدنمارك بإرسال صواريخ هاربون المضادة للسفن ومنصة إطلاق إلى أوكرانيا، أول علامة، منذ الهجوم الروسي، على أن كييف ستتلقى أسلحة أمريكية الصنع توسع نطاق ضرباتها بشكل كبير.
يُمكن استخدام صواريخ هاربون، التي تصنعها شركة بوينغ، لدفع البحرية الروسية بعيداً عن موانئ أوكرانيا على البحر الأسود؛ مما يسمح باستئناف صادرات الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى.
يُذكر أن الهجوم الروسي على أوكرانيا عرّض موسكو لحزم واسعة من العقوبات الاقتصادية عليها.