أعلنت قيادة الجيش الجزائري، الأحد 22 مايو/أيار 2022، دعمها مبادرة الرئيس عبد المجيد تبون حول "لم الشمل"، داعية جميع أبناء الوطن لـ"الالتفاف حولها".
جاء ذلك على لسان الفريق سعيد شنقريحة، قائد الأركان الجزائري، خلال كلمة أمام قيادات عسكرية بالمنطقة العسكرية الثانية (غرب)، نقلها التلفزيون الرسمي.
يأتي ذلك بعد أن تحدث الرئيس الجزائري، الأحد 15 مايو/أيار، لأول مرة، عن مبادرة "لم الشمل"، التي أطلقها خلال لقاء مع الجالية بتركيا في مستهل زيارة إلى أنقرة.
مشروع لتكوين "جبهة داخلية"
وصف تبون المشروع بـ"الضروري"، من أجل "تكوين جبهة داخلية متماسكة"، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية.
كما أعلن الرئيس تبون بالمناسبة عن انعقاد "لقاء شامل للأحزاب في الأسابيع المقبلة"، بعد اللقاءات الفردية التي أجراها مع قادة الأحزاب، مبرزاً أن هذه اللقاءات سمحت بمناقشة وتقييم العديد من القضايا.
دعماً للمبادرة، قال قائد الأركان: "أشد على أيدي كافة أبناء الوطن للانخراط بقوة في هذه المبادرة الصادقة.. وهي مستلهمة من قيم أمتنا العريقة ومبادئ ثورتنا الخالدة". وأضاف قائد الأركان أن "الجزائر الجديدة يشارك في بنائها كل أبنائها المخلصين".
فيما لم تصدر الرئاسة، حتى اليوم، تفاصيل حول هذه المبادرة والأطراف التي تشملها، لكن تبون بدأ منذ أيام في استقبال سياسيين من الموالاة والمعارضة للحديث بشأنها.
قال جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، الذي استقبله تبون، لوكالة الأناضول، إن "هذه اللقاءات ربما تمهد لشيء لم يُفصح عنه رئيس الجمهورية في هذا الحوار مع رؤساء الأحزاب والشخصيات الوطنية، ونتمنى أن يكون في عيد استقلال الجزائر (5 يوليو/تموز، أو مواعيد أخرى".
غموض حول مبادرة "لم الشمل"
بينما يسود غموض حول طبيعة هذه "المبادرة الجديدة"، كون البلاد لا تعيش أزمة مؤسساتية أو سياسية حادة، حيث أنهى تبون لتوه مشروعه لتجديد المؤسسات الدستورية المنتخبة، وما يسميه في خطاباته "بناء جزائر جديدة".
كشفت مصادر مطلعة لـ"عربي بوست"، أن الرئيس عبد المجيد تبون سيطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين، في غضون شهر ونصف الشهر.
وفق المصدر ذاته، فإن إطلاق المعتقلين السياسيين سيكون بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ60 لاستقلال الجزائر، يوم 5 يوليو/تموز القادم.
أضافت مصادر "عربي بوست" أن الرئيس الجزائري وعد الأحزاب السياسية، التي اجتمع برؤسائها مؤخراً بقصر المرادية، باتخاذ تدابير عفو عن نشطاء الحراك الشعبي، في إطار مبادرته المسماة "لم الشمل".
كان "عربي بوست" قد كشف عن مفاوضات أجرتها الحكومة مع المعارضين في الخارج، من أجل السماح لهم بالعودة إلى أرض الوطن مجدداً، وقد أبدى العديد منهم الموافقة.
كما كشف نائب رئيس البرلمان الجزائري، منذر بوذن، أن مبادرة لم الشمل التي أطلقها تبون تمسّ حتى النشطاء في حركتي "ماك" الانفصالية، و"رشاد" الإسلامية، اللتين تضعهما الجزائر على لوائح الإرهاب.