أزمة حليب الأطفال تُلجئ الأمريكيين إلى “وصفات خطيرة” تُروّج على الإنترنت، واتهامات لمواقع التواصل

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/22 الساعة 08:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/22 الساعة 08:57 بتوقيت غرينتش
أزمة حليب الأطفال بأمريكا بدأت قبل أشهر /getty images

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في أمريكا منشورات تحوي معلومات مضللة خطيرة، عن وصفات منزلية لتحضير حليب الأطفال، وانتشرت هذه المنشورات ومقاطع الفيديو لدرجة أن شاهدها ملايين الناس في عموم البلاد، وفق ما ذكرته وكالة Bloomberg  الأمريكية، السبت 21 مايو/أيار 2022.

حيث تشهد الولايات المتحدة نقصاً حاداً في حليب الأطفال، وهو ما أوقع كثيراً من الآباء في أزمة، دفعتهم إلى البحث عن حلول غير تقليدية لتوفير حليب الأطفال، بينما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن قرر إنشاء جسر جوي، واللجوء لقانون يعود إلى حقبة الحرب الباردة، لحلّ أزمة نقص حليب الأطفال.

الترويج للمنشورات المضللة

مع أن شبكات التواصل الاجتماعي الرئيسية، مثل فيسبوك وتيك توك ويوتيوب، قد اتخذت بالفعل خطوات للتحذير من الصور ومقاطع الفيديو والمنشورات ذات الصلة، وإرفاقها بمعلومات سياقية تشير إلى أضرار هذه الوصفات، وفي بعض الحالات إزالتها، فإن حملتهم على هذه المنشورات المضللة غاب عنها التنسيق والتنظيم، فاستمرت هذه الوصفات في الانتشار وتعريض الأطفال للخطر.

قالت لورا إديلسون، عالمة الكمبيوتر المتخصصة في دراسة انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت في جامعة نيويورك، إن "منصات التواصل الاجتماعي لم تتعظ بعدُ من السوابق التي برهنت على أن هوسها برواج المنشورات وزيادة معدل مشاركتها، يؤدي في أحيان كثيرة إلى إسهام هذه المواقع في تعزيز انتشار محتوى غير آمن".

أضافت إديلسون: "إنه لَأمر مفزع أنهم ما زالوا لم يصلحوا هذه المشكلة، بعد سنوات توالت فيها أدلة شديدة الوضوح على أن خوارزمياتهم روَّجت محتوى خطيراً" في أوقات كثيرة.

حيث انتشرت أزمة نقص الحليب في الولايات المتحدة منذ عدة أشهر، بسبب اضطراب عالمي في سلاسل التوريد، لكن الأزمة تفاقمت بعد أن سحبت شركة "أبوت للتغذية" من الأسواق بعض منتجاتها، مثل حليب الأطفال "سيميلاك"، في وقت سابق من هذا العام.

أدى ذلك إلى استنفاد المخزون في الأسواق، ودفع الآباء إلى التماس الحل بأي وسيلة ممكنة، سواء أكان القيادة ساعات طويلة إلى المتاجر التي قد تحتوي على مخزون، أم كان المقايضة على مواقع الإنترنت، بحثاً عن الحليب لأطفالهم.

اللجوء إلى حليب منزلي الصنع

لجأ الآباء إلى الإنترنت للبحث عن الحلول والبدائل، إلا أن خبراء علميين أجمعوا على أن المنتجات محلية الصنع من حليب الأطفال تحمل مخاطر شديدة على الصحة.  وقالت إديلسون: "لقد رأينا جميعاً على مدار العامين الماضيين أن الخوف والارتياب يخلقان بيئة نموذجية لانتشار المعلومات المضللة على نطاق واسع".

كما أصدرت كل من "إدارة الغذاء والدواء الأمريكية" و"الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال" تحذيرات من لجوء الآباء إلى تحضير حليب الأطفال في المنازل، للمخاطر التي يحملها نقص العناصر الغذائية في هذه المنتجات.

حيث أشارت إدارة الغذاء والدواء في تقرير إرشادي إلى أنها تلقت تقارير عن أطفال رضع نُقلوا إلى المستشفيات، لمعاناتهم من نقص الكالسيوم في حليب الوصفات المنزلية.

بينما قال ستيفن أبرامز، طبيب الأطفال بجامعة تكساس في مدينة أوستن الأمريكية، إن نقص المغذيات القابلة للامتصاص في حليب الأطفال منزلي الصنع يعرِّض الأطفال الرضع لخطر الإصابة بنوبات التشنجات.

كما أضاف أن نقص الحديد فيها يؤدي إلى فقر الدم وتأخر النمو، علاوة على أن "تلوث المواد الغذائية أو المستحضر المستخدم في إعداد هذه المنتجات يعرّض الأطفال لمخاطر الإصابة بأنواع خطيرة من البكتيريا، مثل السالمونيلا".

مواجهة أزمة حليب الأطفال

من جانب آخر، أعلن موقع يوتيوب وموقع تيك توك أنهما أزالا مقاطع الفيديو التي أبلغت عنها وكالة Bloomberg.

إذ قال موقع يوتيوب إن المحتوى الذي "يروج أو يبيع أو يوصي بإرشادات لإنتاج حليب الأطفال محلي الصنع" ينتهك سياسات الموقع. وقال موقع تيك توك إنه مستمر في تتبُّع أي محتوى مُشكل من هذا النوع.

مع ذلك، فإن هذه التحذيرات لم تمنع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن الاستمرار في مناقشة الوصفات غير الموثوقة ومشاركتها عبر الإنترنت.

فقد أشارت دراسة أجرتها وكالة Bloomberg إلى أن موقع تويتر شهد بضع مئات من المنشورات عن حليب الأطفال محلي الصنع، في الأسبوع الأول من مايو/أيار، إلا أن هذا الرقم قفز إلى ما يقرب من 5 آلاف تغريدة، بزيادة قدرها 2100%، بعد ذلك.

تحميل المزيد