في زيارة يكتنفها الغموض، سافر مفتي مصر، شوقي علام، إلى العاصمة البريطانية لندن في 15 مايو/أيار 2022؛ من أجل إلقاء خطاب في مجلس العموم البريطاني، وتوزيع تقرير يخص جماعة الإخوان المسلمين التي وصفها بـ"الإرهابية".
لكن دلالات الزيارة إلى لندن تكمن في خشية شوقي علام من فتح ملف الإعدامات بحق المعتقلين في أوروبا، وفقاً لما قاله الداعية المصري عصام تليمة فى تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، مشيراً إلى أن علام متورط في التصديق على مئات الأحكام بحق المعتقلين المصريين، حتى ولو كان رأيه استشارياً فقط، فكان من الأفضل له أن يلتزم الصمت وعدم الموافقة على الأحكام الجائرة.
تليمة استنكر بشدةٍ ما جاء في تقرير شوقي الذي كُتب باللغة الإنجليزية، وقام بتوزيعه على عدد من النواب بمجلس العموم البريطاني، إذ ادعى التقرير رصد دار الإفتاء المصرية نحو 3 آلاف فتوى لهدم الكنائس، لكن تليمة تساءل: من أصدر تلك الفتاوى، لاسيما أنه منذ العام 2014 اختفت الجماعات المعارضة للسلطة الحالية؟
إلى ذلك، طالب تليمة، مفتي مصر بالعودة إلى التاريخ لمعرفة المتورط الحقيقي في تفجير الكنائس المصرية على مر 7 عقود ماضية، مستنكراً لجوءه إلى الغرب لحماية الكنائس رغم أن دور الدولة المصري هو حماية أماكن العبادة كافة.
محاولة تلميع شوقي علام
من جانبه، قال الدكتور محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف المصري الأسبق، إنه لا شك في وجود محاولة لتلميع شوقي علام، بسفره إلى لندن، لكنه لم يلق قبولاً ولم يستطع دخول المساجد الكبرى بالعاصمة البريطانية والتي تؤمها الجالية المسلمة في لندن وضواحيها؛ وذلك بسبب سجله الأسود في الموافقة على الإعدامات بالجملة بحق أبناء الشعب المصري.
وأشارالصغير لـ"عربي بوست" إلى أن السلطة في مصر تحاول جعل منصب المفتي يساوي منصب شيخ الأزهر، لكن لا الواقع ولا المؤسسة الرسمية الدينية يقبل ذلك، لأن المفتي موظف تابع لوزارة العدل المصرية.
وتابع "الصغير": "حاول النظام الحالي في مصر أن يجعل من شوقي علام ودار الإفتاء المصرية مشيخة موازية لشيخ الأزهر، وحاولوا أخذ صلاحيات من شيخ الأزهر لصالح المفتي عبر البرلمان لكنها باءت بالفشل".
"الصغير" أضاف: "كل محاولات إبراز صور شوقي علام يراد منها الانتقاص من مكانة ودور شيخ الأزهر، لأن الدكتور أحمد الطيب لا يغرد مع السرب، الذي يريد أن ينأى بالمؤسسة الدينية عن الصراعات السياسية وأن يحافظ على أمانة المشيخة كما تسلمها".
وفي تقرير سابق، قالت صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية، إن مفتي مصر هو صاحب الرقم القياسي في التصديق على أحكام الإعدام بالبلاد.
من جانبها، قالت رابطة مسلمي بريطانيا، في بيان، إنها "شعرت بالفزع" عندما علمت أن علام دُعي للتحدث إلى البرلمان، وطالبت بسحب دعوته وتحميله مسؤولية إعدام العشرات بشكل وحشي.
كما انتقد مصطفى الدباغ، المتحدث باسم الرابطة الإسلامية، أكبر تنظيم إسلامي في بريطانيا، دعوة المفتي واستنكر استقباله.