اقترح كبار المسؤولين الروس قانوناً جديداً من شأنه إلغاء حدود السن القانونية للجنود العسكريين المتعاقدين، في إشارة جديدة إلى أن البلاد تواجه نقصاً في قوات المشاة لمواصلة هجومها على أوكرانيا المستمر منذ فبراير/شباط 2022.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الجمعة 20 مايو/أيار 2022، إن عضوين من حزب "روسيا المتحدة" الحاكم الذي قدم القانون، قالا إنَّ هذه الخطوة ستُمكِّن الجيش من الاستفادة من مهارات المهنيين الأكبر سناً.
يُشير القانون الجديد المقترح إلى أن "هناك حاجة إلى متخصصين على درجة عالية من الاحتراف؛ لاستخدام الأسلحة عالية الدقة وتشغيل الأسلحة والمعدات العسكرية. وتظهر التجربة أنهم يصبحون كذلك في سن 40-45".
في الوقت الحالي، يمكن للروس الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً، والأجانب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، إبرام العقد الأول مع الجيش.
كذلك أشار المشرعون إلى أن القانون المُقترَح "سيسهل أيضاً تعيين أطباء مدنيين ومهندسين ومتخصصين في العمليات والاتصالات".
من جانبهم، قال خبراء عسكريون إن روسيا تواجه خسائر غير مستدامة في القوات والمعدات في أوكرانيا، بعد سلسلة من النكسات العسكرية التي أجبرت موسكو على تقليص أهدافها الحربية.
فوفقاً لمسؤولين غربيين، وضعت روسيا، في البداية، نحو 80% من قواتها القتالية البرية الرئيسية -150 ألف رجل- في الهجوم على أوكرانيا، وزعمت المخابرات العسكرية البريطانية الأسبوع الماضي أن روسيا تكبدت خلال 82 يوماً منذ ذلك الحين "خسائر بثلث القوة القتالية البرية التي ارتكبتها".
كذلك واجه الجيش الروسي أيضاً مشكلات تتعلق بانخفاض الروح المعنوية بين قواته؛ إذ ظهرت تقارير تفيد بعدم استعداد مئات القوات للقتال فيما تسميه روسيا "عمليتها العسكرية الخاصة".
يُشير محللون عسكريون إلى أن روسيا تواجه "استنزافاً بالقوات" في أوكرانيا، وقال روب لي، المحلل العسكري، إن روسيا "تفتقر إلى وحدات برية كافية مع جنود متعاقدين من أجل تناوب مُستدام".
لكن على الرغم من التكهنات والتحذيرات واسعة النطاق من المخابرات الغربية، اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى الآن عدم إصدار أوامر بتجنيد عسكري واسع النطاق، وإعلان الحرب رسمياً على أوكرانيا، ربما خوفاً من تداعيات مثل هذه الإجراءات في الداخل.
بدلاً من ذلك، كثّفت السلطات الروسية بهدوء جهودها لتجنيد جنود متعاقدين جُدد، إذ أظهر تحقيق أجرته خدمة BBC الروسية، أنَّ وزارة الدفاع الروسية ملأت مواقع التوظيف بالشواغر؛ ما يوفر للأشخاص الذين ليس لديهم خبرة قتالية فرصاً للانضمام إلى الجيش بعقود مربحة قصيرة الأجل.
كذلك تلقت بعض الشركات الكبرى التي تديرها الحكومة رسائل تحثها على تسجيل موظفيها في الجيش.
يُذكر أنه منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، يوم 24 فبراير/شباط 2022، أجبر الجيش الأوكراني القادةَ الروس على التخلي عن هجوم على العاصمة كييف، قبل أن يتمكنوا من تحقيق مكاسب سريعة في الشمال الشرقي.