يستعد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، لزيارة القدس الأسبوع المقبل، لكن هذه الزيارة قد تمثل خرقاً دبلوماسياً بين البلدين، إذ قالت هيئة البث الإسرائيلية العامة "كان" الخميس 19 مايو/أيار 2022 إنَّ عزمه زيارة الموقع الحساس في البلدة القديمة بالقدس أثار بعض التوترات بين أنقرة وتل أبيب، حسب ما نشرته صحيفة The Times of Israel الإسرائيلية.
التقرير الذي نشرته وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن "مسؤول مطلع على التفاصيل"، أفاد بأنَّ جاويش أوغلو يعتزم زيارة الحرم دون أي إسرائيليين رفقته، وذكر التقرير أنَّ خطته هذه أثارت أيضاً جدلاً يشمل جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" حول البروتوكول الأمني لزيارته في وقت لم تصدر أنقرة أي تعليق على الموضوع.
ويُطلق اليهود على المسجد الأقصى اسم "جبل الهيكل" والذي يعتبرونه أقدس الأماكن بالنسبة لهم.
كان الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، وجاويش أوغلو قد أعلنا لأول مرة عن زيارة الوزير التركي المزمعة لإسرائيل في مارس/آذار حين كان هرتسوغ في أنقرة، وأفاد تقرير هيئة البث الإسرائيلية العامة بأنَّه كان من المفترض أن يجري جاويش أوغلو الزيارة في أبريل/نيسان، لكنَّ التاريخ أُرجِئ لأنَّ إسرائيل أرادت تجنُّب المزيد من تأجيج الوضع المتوتر في القدس خلال شهر رمضان. فيما كان هناك اشتباكات شبه يومية بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في القدس خلال العطلة، تدور أساساً حول الحرم القدسي.
والعلاقات بين تل أبيب وأنقرة آخذة بالتحسن، ومن شأن زيارة جاويش أوغلو أن تمثل أول زيارة يقوم بها مسؤول رفيع بهذا المستوى في الحكومة التركية منذ سنوات، وقال تقرير هيئة البث الإسرائيلية العامة إنَّ جاويش أوغلو سيناقش إعادة السفيرين إلى عاصمتيّ البلدين خلال زيارته للقدس، ولو أنَّ تقارير سابقة قالت إنَّ الخطوة ليست مطروحة على الطاولة بعد.
واصطدم إصلاح العلاقات بين البلدين بعثرة صغيرة الشهر الماضي، أبريل/نيسان، على خلفية الصدامات في القدس، وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لهرتسوغ عن قلقه بشأن الاشتباكات.
لكن سرعان ما قال أردوغان بعدها إنَّ تقارب تركيا مع إسرائيل سيستمر على الرغم من التوترات حول الحرم القدسي. وقال أردوغان إنَّ تركيا ستواصل الاحتجاج بصوتٍ عالٍ على التصرفات الإسرائيلية في الموقع المقدس، لكن لن يكون لذلك تأثير مباشر على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقال جاويش أوغلو الشهر الماضي إنَّ تركيا تسعى لـ"علاقة مستدامة" مع إسرائيل، لكنَّ ذلك يتوقف على سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.
وتحدث جاويش أوغلو هاتفياً مع وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، في يناير/كانون الثاني، وهي أول مكالمة هاتفية تجري بين وزيريّ خارجية البلدين منذ 13 عاماً.
وكانت زيارة هرتسوغ إلى أنقرة في أوائل مارس/آذار الماضي هي أرفع زيارة يقوم بها مسؤول إسرائيلي منذ زار رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، تركيا عام 2008.
فيما كانت إسرائيل وتركيا حليفتين إقليميتين قويتين سابقاً، لكنَّهما شهدتا تدهور علاقتهما خلال عهد أردوغان الطويل، إذ كان الرئيس التركي مُنتقِداً عالي الصوت لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.
وسحب البلدان سفيريهما بشكل متبادل عام 2010، بعدما قامت القوات الإسرائيلية بإنزال على متن أسطول متجه لغزة يحمل مساعدات إنسانية للفلسطينيين، وهاجمته، وقتلت 10 مواطنين أتراك في الاشتباك الذي أعقب ذلك.
تحسنت العلاقات ببطء، لكنَّها انهارت مجدداً عام 2018، بعدما سحبت تركيا، التي غضبت بسبب نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، سفيرها مجدداً من إسرائيل، ما دفع إسرائيل للرد بالمثل.