حذر رئيس وزراء سريلانكا، الجمعة 20 مايو/أيار 2022، من نقص الغذاء في الوقت الذي تكافح فيه الدولة أزمة اقتصادية مدمرة، وتعهد بأن تشتري الحكومة ما يكفي من الأسمدة لموسم الزراعة المقبل لزيادة المحاصيل.
وأدى قرار الرئيس جوتابايا راجاباكسا في أبريل/نيسان من العام الماضي حظر جميع الأسمدة الكيماوية إلى خفض غلة المحاصيل بشكل كبير، وعلى الرغم من إلغاء الحكومة للحظر لم يتم حتى الآن استيراد كميات كبيرة.
يأتي هذا في وقت تسببت فيه حرب أوكرانيا وروسيا في أزمة اقتصادية عالمية، فيما قال مساعد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشؤون الاقتصادية، إن العالم سيدخل في مرحلة الجوع بنهاية 2022، واتهم واشنطن بأنها تحاول سحب احتياطيات الحبوب من أوكرانيا، ما يهدد بأزمة عالمية.
بينما اتهم وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، روسيا باستخدام الغذاء كسلاح في أوكرانيا، وقال إن موسكو تحتجز إمدادات الغذاء في أوكرانيا كـ"رهينة".
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فدعا روسيا للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية المخزّنة في مرافئ هذا البلد، كما طالب الغرب بالسماح بوصول الأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، في إجراءين أكد أنّهما سيساهمان في حل أزمة الغذاء العالمية المتزايدة.
لا مواد غذائية ولا غاز!
رئيس الوزراء، رانيل ويكرماسينجه، قال في رسالة على تويتر في وقت متأخر الليلة الماضية: "بينما قد لا يكون هناك وقت للحصول على الأسمدة لموسم يالا (مايو/أيار-أغسطس/آب)، يتم اتخاذ خطوات لضمان مخزون كاف لموسم مها (سبتمبر/أيلول- مارس/آذار)… أحث الجميع بصدق على إدراك خطورة الوضع".
وعين راجاباكسا تسعة أعضاء في مجلس الوزراء اليوم الجمعة، بينهم وزراء الصحة والتجارة والسياحة، لكنه لم يسم وزيراً للمالية، ومن المرجح أن يحتفظ ويكرماسينجه بهذه الحقيبة.
وتواجه سريلانكا التي تعتمد على السياحة نقصاً حاداً في العملات الأجنبية والوقود والأدوية وتباطؤ النشاط الاقتصادي إلى حد كبير.
إذ قالت امرأة تبلغ من العمر 60 عاماً تبيع الفاكهة والخضر في سوق في كولومبو العاصمة التجارية للبلاد: "لا فائدة من الحديث عن مدى صعوبة الحياة… لا أستطيع أن أتوقع كيف ستكون الأمور في غضون شهرين وبهذا المعدل قد لا نكون حتى هنا".
وفي مكان قريب تشكل طابور طويل أمام متجر يبيع أسطوانات غاز الطهي التي ارتفعت أسعارها إلى ما يقرب من 5000 روبية (14 دولاراً) من 2675 روبية في أبريل/نيسان.
قال محمد الشاذلي، وهو سائق بدوام جزئي كان يقف في الطابور لليوم الثالث على أمل الحصول على غاز الطهي لأسرته المكونة من خمسة أفراد: "بدون غاز، بدون زيت كيروسين لا يمكننا فعل أي شيء… بدون طعام سنموت، سيحدث ذلك مئة بالمئة"، فيما قال محافظ البنك المركزي في وقت سابق إنه تم توفير النقد الأجنبي من قرض البنك الدولي والتحويلات المالية لسداد ثمن شحنات الوقود وغاز الطهي، لكن الإمدادات لا تزال تتدفق.
وأضاف قائلاً إن التضخم قد يرتفع إلى 40 بالمئة في الشهرين المقبلين، وبلغ معدل التضخم 29.8 بالمئة في أبريل/نيسان مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 46.6 بالمئة على أساس سنوي.
ومع تفشي الغضب من الحكومة، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات الطلاب المحتجين في كولومبو، ويطالب المتظاهرون بعزل الرئيس وكذلك رئيس الوزراء.
أسوأ أزمة اقتصادية
ويشار إلى أن البلد الذي يبلغ عدد سكانه 22 مليون نسمة يواجه منذ أشهر أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلاله في 1948 عن المملكة المتحدة، ومنذ أسابيع، تطالب مظاهرات سلمية لسكان يعانون منذ أشهر من نقص حاد في المواد الغذائية والوقود والأدوية وانقطاع التيار الكهربائي باستقالة الرئيس جوتابايا راجاباكسا.
واستقال رئيس الوزراء البالغ من العمر 76 عاماً، زعيم مجموعة راجاباكسا، من منصبه بعد هذه الاشتباكات العنيفة. وقبيل فجر الثلاثاء، نجح الجيش في تهريبه من مقر إقامته الذي يحاصره حشد غاضب. لكن جوتابايا راجاباكسا، الشقيق الأصغر لماهيندا، بقي في منصبه ويتمتع بصلاحيات واسعة ويتولى قيادة قوات الأمن.