أفادت وسائل إعلام رسمية أن كيم جونغ أون نصح الكوريين الشماليين بـ"الغرغرة بالماء والملح" لعلاج كوفيد 19، وأمر الجيش بتوزيع الأدوية، حسب ما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
ويأتي هذا في وقت يجاهد فيه النظام الكوري الشمالي لاحتواء تفشي المرض المتفاقم؛ إذ أصيب أكثر من 1.2 مليون شخص، من أصل 26 مليوناً هم عدد سكان البلاد، بما تسميه السلطات "حمى"، وسُجلت 50 حالة وفاة.
إذ قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية (KCNA): إن الزعيم الكوري الشمالي أمر الجيش أيضاً بتوزيع الأدوية في بيونغ يانغ، و"انتقد بشدة" مسؤولي الرعاية الصحية، واتهمهم بالتقصير والإهمال، واعترفت الدولة بهذه الإصابات للمرة الأولى يوم الخميس 12 مايو/أيار، لكنها قالت حينذاك: إن "حمى غير معروفة" بدأت في الانتشار منذ أواخر أبريل/نيسان.
وفيما أمر كيم بإغلاق على مستوى البلاد الأسبوع الماضي، فإن هذا التوزيع البطيء للأدوية كان سببه "أن المسؤولين في الحكومة وقطاع الصحة العامة المسؤولين عن الإمدادات لا يعملون بجد، ولا يستوعبون الأزمة الحالية". وذكرت وكالة الأنباء المركزية أن أكثر من نصف مليون شخص يتلقون علاجاً طبياً حالياً، لكنها لم تذكر تفاصيل أخرى.
وقد عرض يون سوك يول، رئيس كوريا الجنوبية، يوم الإثنين، إرسال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى جارتها الشمالية. وقال: "إذا قبلت السلطات الكورية الشمالية، فلن نبخل بأي دعم تحتاجه، من الأدوية ولقاحات كوفيد 19، إلى المعدات الطبية والعاملين في مجال الرعاية الصحية".
فيما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية، يوم الخميس، أن بعض العينات المأخوذة من الأشخاص الذين ظهرت عليهم الأعراض في بيونغ يانغ، تشير إلى إصابتهم بمتحور أوميكرون شديد العدوى، وفقاً لما ذكره موقع Axios الأمريكي. وقالت جيني تاون، مديرة برنامج 38 North التابع لمركز Stimson: إنه يُحتمل أنه أصاب بعض النخب.
ويقول فيكتور تشا، رئيس الشؤون الكورية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومسؤول أمريكي كبير سابق: إن وجود فيروس خارج عن السيطرة "سيناريو كابوسي" لنظام كيم، وقد يسبب اضطرابات هائلة.
فيما قال كي بارك، جراح الأعصاب والمحاضر في كلية الطب بجامعة هارفارد: إن كوريا الشمالية غير مجهزة للتعامل مع تفشي أوميكرون.
ويقول: حتى أرقى مستشفى جامعي في بيونغ يانغ ربما لا يضم سوى 10 أجهزة تنفس صناعي، والمرافق الطبية خارج العاصمة أكثر محدودية، فيما يقول عامل خدمات إنسانية يتمتع بخبرة واسعة في البلاد: إن كوريا الشمالية لديها شيئان تعتمد عليهما: عدد كبير من الأطباء، ومواطنون معتادون على اتباع الأوامر العليا.
لكن هؤلاء الأطباء تدريبهم محدود، وتنقصهم الخبرة في رعاية مرضى كوفيد. ويقول عامل الخدمات الإنسانية، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع: إن وسائل التنقل غاية في السوء، لا سيما خارج بيونغ يانغ، وسيكون من الصعب نقل المرضى إلى المستشفيات والعيادات، خاصة أثناء الإغلاق.
ومن جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية، يوم الإثنين: إنها لم تتلقّ أية بيانات من كوريا الشمالية بخصوص تفشي المرض، لكنها أكدت أن البلاد لم تبدأ التطعيمات.