أوكرانيا تستعد لمواجهات طاحنة بدونباس.. روسيا جعلتها “أولوية” وكييف تخوض هجوماً مضاداً بخاركيف

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/16 الساعة 07:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/16 الساعة 07:50 بتوقيت غرينتش
مدينة خاركيف الأوكرانية تعرضت لدمار كبير بسبب القصف الروسي/ getty images

تستعد أوكرانيا لمواجهة تكثيف للهجمات الروسية في منطقة دونباس في شرق البلاد التي جعلت منها موسكو أولوية غير أنها تفشل في تحقيق مكاسب ميدانية فيها، فيما يواصل الجيش الأوكراني هجومه المضاد في منطقة خاركيف.

إذ أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي في فيديو نشره، الأحد 15 مايو/أيار 2022، أن أوكرانيا تستعد لمحاولات جديدة من روسيا لمهاجمة دونباس لتكثيف تحركها بشكل ما نحو جنوب أوكرانيا، وقال: "المحتلون يرفضون حتى الآن الإقرار بأنهم في مأزق".

كما أفاد مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، الأحد، أن موسكو تنقل قوات من منطقة خاركيف (شمال) إلى لوغانسك في دونباس بهدف السيطرة على سيفيرودونيتسك، فيما أكدت رئاسة الأركان الأوكرانية، صباح الإثنين 16 مايو/أيار، أن الجيش الروسي يحشد قواته في إيزيوم بين خاركيف وسيفير ودونيتسك.

أوكرانيا تستعد لهجمات أكبر

كان سيرغي غايداي، الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك التي تشكل مع منطقة دونيتسك حوض دونباس، صرح السبت 14 مايو/أيار: "نستعد لهجمات كبرى في سيفيرودونتيسك وحول محور ليسيتشانسك-باخموت"، واصفاً الوضع الإنساني بأنه حرج بشكل متزايد.

فبعد حوالي ثلاثة أشهر من الحرب باتت مدينة ليسيتشانسك البالغ عدد سكانها حوالي 100 ألف نسمة معظمهم من الناطقين بالروسية، منطقة مهجورة محرومة من المياه والكهرباء والشبكة الهاتفية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.

حيث قالت ناتالي غورغيفنا: "يقول الروس إنهم بصدد الانتصار، وكذلك الأوكرانيون"، مضيفة: "حين كان لا يزال لدينا إنترنت، كان بإمكاننا الاطلاع على الأخبار، لكن الآن.. ليس لدينا أدنى فكرة عمن هم خلف الأصوات (التي نسمعها) ولا من أين تأتي".

لكن أجهزة الاستخبارات العسكرية البريطانية تفيد بأن الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا "فقد زخمه".

كما ذكرت المصادر أن قوات موسكو فشلت في تحقيق مكاسب تذكر على الأرض، ما جعل خطة معركته تسجل "تأخيراً كبيراً عن الجدول الزمني المحدد".

هجوم أوكراني مضاد في خاركيف

فيما قالت المصادر إن "روسيا خسرت على الأرجح ثلث القوة القتالية البرية التي أرسلتها في شباط/فبراير"، وتابعت أنه "في ظل الظروف الحالية، من غير المرجح أن تسرّع روسيا وتيرة تقدمها بشكل ملحوظ خلال الثلاثين يوماً القادمة".

في المقابل، أعلنت موسكو أنها استهدفت بصواريخ "عالية الدقة" مركزي قيادة أوكرانيين وأربعة مستودعات ذخيرة مدفعية بالقرب من زابوريجيا وباراسكوفيفكا وكونستانتينوفكا ونوفوميكايلوفكا في دونيتسك.

كما دمرت القوات الجوية الروسية قاذفتي صواريخ من طراز إس-300 ونظام رادار في منطقة سومي، وفق الوزارة التي أضافت أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.

في ماريوبول بأقصى جنوب دونباس، يواصل الجيش الروسي القصف على مصنع آزوفستال، آخر جيب لا يزال يقاوم في هذه المدينة الساحلية الاستراتيجية، بحسب رئاسة الأركان الأوكرانية.

لكن قوات موسكو تواجه في الشمال مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية التي تشن هجوماً مضاداً في منطقة خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد، وباتت قريبة من بلوغ الحدود الروسية.

في بلدة فيلكيفكا إلى شرق خاركيف، التي حررتها القوات الأوكرانية، تنتشر في كل مكان آثار القتال العنيف فتظهر منازل اخترقتها قذائف مدفعية ويكسو الحطام الشوارع وتنتشر عبوات رصاص وبقايا ذخائر ودبابات مدمرة متروكة على حافة الطريق.

على إحدى الدبابات دُوّنت عبارة "آزوف مرّت من هنا" مع شعار الكتيبة الأوكرانية الشبيه بالصليب المعقوف النازي، إلى جانب حرف "z" الذي يرمز إلى القوات الروسية، بحسب ما شاهد صحافي في فرانس برس.

"سابقة" ألمانية بخصوص أوكرانيا

على الصعيد الدبلوماسي، فإن الحلف الأطلسي على وشك تعزيز وجوده على الحدود الروسية، بعدما وافق الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في السويد، الأحد، على طلب الانضمام إلى الناتو، في قطيعة تاريخية مع سياسة عدم الانحياز العسكري التي ينتهجها البلد منذ عقود.

لاحقاً، اعتبرت رئيسة الوزراء السويدية أن الترشح مع فنلندا لعضوية الحلف هو "الأفضل بالنسبة إلى السويد".

حيث كانت هلسنكي أعلنت قبل بضع ساعات أنها ستطلب رسمياً الانضمام إلى الحلف الأطلسي رغم تحذيرات روسيا التي تتقاسم مع فنلندا حدوداً طولها 1300 كلم.

فيما علق الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ بأن انضمام البلدين سيثبت أن "العدوان غير مجد"، مؤكداً استعداد الحلف لتعزيز "الضمانات الأمنية" لهما.

كما أبدى "ثقته" بالتوصل إلى تسوية مع تركيا حول انضمام الدولتين، بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معارضته للمسألة.

في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف الأطلسي في برلين، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن دول الحلف ستواصل جهودها "لا سيما على صعيد المساعدة العسكرية" لأوكرانيا.

إذ رحب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأحد بـ"سابقة" مع قرار ألمانيا تسليم كييف أسلحة ثقيلة.

قال كوليبا في فيديو نشره على فيسبوك: "يوم وصولي إلى برلين، كان يجري تدريب جنود أوكرانيين على استخدام مدفعية ألمانية ذاتية الدفع عيار 155 ملم"، مضيفاً: "قريباً ستضرب مدافع هاوتزر هذه العدو. تم إحداث سابقة. تم التغلب على الحاجز النفسي" لتزويد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة.

تحميل المزيد