أظهرت بيانات مسربة أن واحداً من كل 25 شخصاً تقريباً في مقاطعة يقطنها الإيغور المسلمين في الصين حُكم عليه بالسجن بتهم إرهاب، في أعلى معدل اعتقال معروف في العالم، وفق ما ذكرته وكالة Associated Press الأمريكية الإثنين 16 مايو/أيار 2022.
حيث تضم القائمة التي حصلت عليها وكالة Associated Press وتحققت منها جزئياً أسماء أكثر من 10 آلاف إيغوري حُكم عليهم بالسجن في مقاطعة كوناكساهار وحدها، وهي واحدة من عشرات المقاطعات في جنوب شينجيانغ.
أكبر قائمة من المحكومين في العالم
الوكالة قالت إن هذه القائمة هي أكبر قائمة ظهرت حتى الآن بأسماء الإيغور المسلمين المعتقلين، ما يعكس ضخامة حملة الحكومة الصينية التي زجَّت خلالها بحوالي مليون شخص أو أكثر في معسكرات الاعتقال والسجون.
كما تؤكد أيضاً ما قالته العائلات والجماعات الحقوقية منذ سنوات: الصين تعتمد على نظام حبس لفترات طويلة لإبقاء الإيغور تحت السيطرة، وتتخذ من القانون سلاحاً للقمع.
أعلن المسؤولون الصينيون، بعد انتقادات دولية لاذعة، إغلاق معسكرات الاعتقال خارج نطاق القضاء، التي كان الإيغور يُرسلون إليها دون توجيه تهم إليهم، عام 2019. ولكن، رغم تركيز الاهتمام على المعسكرات، يقبع آلاف الإيغور لسنوات أو حتى لعقود في السجون بسبب ما يقول خبراء إنها تهم مفبركة بالإرهاب.
فيما تُظهر القائمة أن أحكام السجن في المقاطعة كانت لمدد تتراوح بين عامين و25 عاماً، بمتوسط تسع سنوات. ورغم أن معظم الأشخاص الواردة أسماؤهم في القائمة اعتقلوا عام 2017، وفقاً لإيغور في المنفى، فإن أحكام اعتقالهم طويلة جداً؛ لدرجة أن الغالبية العظمى منهم لا تزال في السجن.
استهداف الإيغور المسلمين
هؤلاء المحبوسون من كافة الخلفيات، فمنهم رجال ونساء وشباب ومسنون. والشيء الوحيد المشترك بينهم أنهم جميعاً من الإيغور المسلمين.
يقول خبراء إن هذا يدل بوضوح على أنهم مستهدفون فقط لأنهم من الإيغور المسلمين، وهو استنتاج نفته السلطات الصينية بقوة. إذ قال المتحدث باسم شينجيانغ، إليجان أنايات، إن هذه الأحكام نُفذت وفقاً للقانون.
إذ قال أنايات: "لن نستهدف أبداً مناطق أو مجموعات عرقية أو أدياناً بعينها، ناهيك عن الإيغور. ولن يحدث أبداً أن نظلم الصالحين، أو نترك المفسدين".
كما أن هذه القائمة تعد أشمل قائمة للمحبوسين في شينجيانغ. وقد حصل عليها الباحث في قضية شينجيانغ جين بونين من مصدر مجهول قال إنه عضو في مجموعة من قومية الهان التي ينتمي إليها أغلب سكان الصين "تعارض سياسات الحكومة الصينية في شينجيانغ".
تهم "الإرهاب والتطرف الديني"
وصلت القائمة إلى وكالة Associated Press عن طريق عبد الولي أيوب، عالم اللغويات الإيغوري المنفي في النرويج.
فيما تأكدت وكالة الأسوشيتد برس من صحتها، من خلال مقابلات أجرتها مع ثمانية من الإيغور المسلمين تعرفوا على 194 شخصاً في القائمة، وكذلك من إشعارات قانونية وتسجيلات هاتفية مع مسؤولين صينيين ومراجعة للعناوين وتواريخ الميلاد وأرقام الهوية.
غير أن هذه القائمة لا تشمل أصحاب التهم الجنائية العادية مثل القتل أو السرقة، بل تركز على الجرائم المتعلقة بالإرهاب أو التطرف الديني أو التهم الغامضة التي توجه عادة إلى المعارضين السياسيين، مثل "افتعال المشاجرات وإثارة المتاعب". وهذا يعني أنه من شبه المؤكد أن العدد الحقيقي للأشخاص المسجونين أعلى من هذا الرقم.
لكن حتى بالأرقام المتحفظة، فمعدل الاعتقال في مقاطعة كوناكساهار أعلى بأكثر من 10 مرات من مثيله في الولايات المتحدة، وهي واحدة من أصحاب أعلى معدلات الاعتقال في العالم، وفقاً لإحصاءات وزارة العدل الأمريكية. وهو أيضاً أعلى بأكثر من 30 مرة من الصين ككل، وفقاً لإحصاءات الدولة من عام 2013، الذي كان آخر عام صدرت فيه هذه الأرقام.