أصدرت مديرية المخابرات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية السبت، 14 مايو/أيار 2022 تسجيلاً صوتياً لما قالت إنه مكالمة اعتُرِضَت تكشف عن الاتجاه الجديد لدى الجنود الروس المحبطين من الحرب.
فبعد ما يقرب من 90 يوماً من "العملية العسكرية الخاصة" التي قام بها فلاديمير بوتين في أوكرانيا، يبدو أن القوات الروسية أصبحت محبطة للغاية وترغب يائسةً في الانسحاب وبدأت في إيذاء نفسها عمداً، وذلك حسبما نشر موقع The Daily Beast الأمريكى في تقرير له يوم السبت 14 مايو/أيار 2022.
اقرأ أيضاً
تسجيل للقوات الروسية في أوكرانيا
حسب التسجيل المزعوم يمكن سماع رجل حُدِّدَ على أنه جندي روسي في لواء هجوم جوي متمركز في منطقة خيرسون بأوكرانيا وهو ينفجر في تعبيره عن إحباطه لوالدته ويشرح سبب رغبته في التخلي عن القتال.
قال: "لماذا ننتظر استسلام الأوكرانيين؟ نحن على أرضهم. هذا لن ينتهي في أي وقت قريب. بحق الجحيم لماذا نحتاج هذا؟ أنا في العشرين من عمري.. لست مهتماً على الإطلاق بأوكرانيا. أنا بحاجة إلى العودة وترك الجيش".
تسأل والدته المندهشة عن سبب عدم تصميم القوات الروسية في أوكرانيا على مواصلة القتال من أجل "الوطنية"، لكن الجندي نيكيتا يسخر فقط.
قال: "كان لدي قائد.. أطلق النار على ساقه لمجرد الخروج من هنا. وكان ذلك في البداية!".
اقرأ أيضاً
رواية الكرملين في رؤيته لحرب أوكرانيا
تواصل والدته المفجوعة القول بأنه يجب على شخص ما "الدفاع عن روسيا" لمنع الغرب من مهاجمتها، مرددة بذلك رواية الكرملين المهيمنة على الأخبار الروسية التي تسيطر عليها الدولة بأن حرب بوتين انطلقت لوقف هجوم وشيك لحلف شمال الأطلسي.
قالت: "سوف يقتلوننا جميعاً، ستكون الحرب العالمية الرابعة وستخسر روسيا". ثم قال ابنها: "حسناً، إذاً ربما يغير بوتين رأيه.. لا يوجد جنود، لا توجد ذخيرة"، مضيفاً أن قائده أرسل رسائل يحاول سحب كتيبته، دون جدوى، وقال إن أقل من 50% من كتيبته هم المتبقون فقط.
كذلك فقد أضاف: "شعبنا يختفي من تلقاء نفسه. واختفى بعضهم دون أن يترك أثراً، وبعضهم أُسِر، والبعض الآخر مختبئ، والبعض الآخر موجود بالفعل في روسيا".
إجراءات للهرب من الحرب
لم تكن المحادثة الهاتفية التي جرى التنصُّت عليها هي الوحيدة التي تشير إلى أن القوات الروسية تتخذ إجراءات يائسة للهروب من الحرب. وفي تسجيل مماثل نشرته المخابرات الأوكرانية يوم الجمعة، حثت امرأة حُدِّدَت على أنها زوجة جندي روسي على "السقوط من فوق الدبابة".
قالت: "ليس هناك مخرج. وإلا فستكون هناك حتى سبتمبر/أيلول.. لن يقوموا بتبديلك، لأن الجميع يرفضون". وقال هو: "حسناً، هذا واضح. أي نوع من الأغبياء سيأتي إلى هنا؟".
تقول زوجته إن "السقوط من دبابة" ما هو إلا خيار واحد. وتضيف: "أنت فقط لست بحاجة إلى إطلاق النار على ساقك، لأننا لا نعرف كيف سينتهي ذلك. دع أحداً يضربك في جانبك"، وتوضح أن ذلك حتى تتأذى كليته. وتضيف: "لا أعرف! لأنك ستتمكن من العودة إلى الوطن مباشرة من المستشفى".
يبدو أن الجندي المزعوم يفكر بجدية في الاقتراح لأنه يتذكر كيف سيطر هو وحوالي 300 جندي آخر على قرية قبل يومين، عندما قال إن "أحد قادة الكتيبة" أمر جميع الرجال بإلقاء قنابل يدوية في أقبية منازل محلية، دون التحقق ممن كان بالداخل أولاً.
كما أضاف: "من الجيد أنهم لم يقذفوا القنابل اليدوية، لأنه عندما دخل الرجال كان هناك أربعة أطفال صغار يجلسون هناك".