اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، الجمعة 13 مايو/أيار 2022، بناية فلسطينية من عدة طوابق، تقع في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
تزامن استيلاء المستوطنين مع تشييع آلاف الفلسطينيين جثمان الصحفية شيرين أبو عاقلة إلى مثواها الأخير في القدس المحتلة، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين الشعارات المنددة بالاحتلال، على الرغم من القمع والاعتداءات الإسرائيلية التي بدأت منذ لحظة إخراج تابوت الصحفية الراحلة من المستشفى في حي الشيخ جراح، وحتى أزقة البلدة القديمة، حيث تعرض المشيعون للضرب وقنابل الصوت، كما تعرض عدد منهم للاعتقال.
حيث قال الناشط عارف جابر، العضو في "تجمُّع المدافعين عن الخليل" (غير حكومي)، إن عشرات المستوطنين اقتحموا بناية مكونة من ثلاثة طوابق، تقع بمنطقة "واد الحصين" في الجزء الخاضع للسيطرة الإسرائيلية من مدينة الخليل.
أضاف جابر لوكالة الأناضول: "أكثر من مئة مستوطن احتلوا عمارة من ثلاثة طوابق قرب مستوطنة كريات أربع، تعود لمواطن من سكان مدينة القدس، مع وجود الجيش الإسرائيلي".
بحسب اتفاق الخليل عام 1997، بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، قُسمت مدينة الخليل إلى منطقتين: الأولى "خ1″، وتخضع لسيطرة فلسطينية، والثانية "خ2" وتخضع لسيطرة إسرائيلية، وتُقدر الأخيرة بنحو 20% من مساحة المدينة، وتقع فيها البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي.
تزامن استيلاء المستوطنين على المنزل في مدينة الخليل، مع إصابة فتى فلسطيني، الثلاثاء، برضوض وكسر في قدمه، جراء دهسه من قِبل مستوطِنة إسرائيلية، جنوبي الضفة الغربية.
حيث نقلت الوكالة الرسمية الفلسطينية "وفا"، عن مصادر محلية، أن الفتى عبد الله حميدان (15 عاماً)، تعرض للدهس من قِبل مستوطِنة لاذت بالفرار إلى الشارع الاستيطاني المؤدي لحاجز الظاهرية جنوبي الخليل بالضفة.
أضافت الوكالة أن الفتى أصيب برضوض وكسر في قدمه، ونُقل إلى المستشفى الأهلي بمدينة الخليل لتلقي العلاج.
كذلك وفي جنوبي الضفة، قالت "وفا" إن مستوطنين من مستوطنة "رمات يشاي"، هاجموا أهالي حي تل الرميدة الفلسطيني وسط الخليل، وشتموهم بألفاظ نابية.
في سياق متصل، قالت محافظة سلفيت في بيان، إن مستوطنين أعدموا 17 غرسة زيتون تتراوح أعمارها بين 4 و6 سنوات، وخربوا غرفة زراعية، تعود ملكيتها للفلسطيني علي عبد الحميد الأحمد، شمالي بلدة كفر الديك غربي سلفيت، شمالي الضفة.
كما نقلت المحافظة في بيانها عن علي الأحمد، أن هذا هو الاعتداء الرابع على أرضه من قِبل المستوطنين خلال هذا العام.
أما في شمالي الضفة أيضاً، فقال الناشط بشار القريوتي لـ"الأناضول"، إن مستوطنين أعدموا 15 شجرة زيتون رومية (زيتون معمر) في منطقة الكرم الغربي بقرية قريوت جنوبي نابلس، تعود ملكيتها للفلسطينيَّين محمود راتب حسين، وعبد الغني بدوي.
كما أشار إلى أن هذا الاعتداء هو الرابع على الأرض نفسها خلال 2022، حيث يحاول المستوطنون تضييق الخناق على أصحابها ومنعهم من الوجود فيها وفلاحتها.
يُذكر أن الفلسطينيين يتهمون السلطات الإسرائيلية بالتغاضي عن اعتداءات المستوطنين، ضمن مساعٍ رسمية لتكثيف الاستيطان في الأراضي المحتلة.
فيما يعيش نحو 650 ألف إسرائيلي متطرف في أكثر من 130 مستوطنة تم بناؤها منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية، وضمنها القدس.