أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، الخميس 12 مايو/أيار 2022، عن رفضهم تسليم إسرائيل الرصاصة التي اغتالوا بها الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، خلال تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لجنين، وذلك بعد أن تقدمت تل أبيب للسلطة الفلسطينية بطلب للحصول على الرصاصة "لإجراء فحص باليستي عليها".
حسن الشيخ قال إنهم رفضوا طلباً إسرائيلياً لإجراء تحقيق مشترك بشأن اغتيال الصحفية شيرين، مضيفاً أن كل المؤشرات والشهود والدلائل تؤكد اغتيال شيرين أبو عاقلة من قِبل وحدات إسرائيلية خاصة.
من جانبها، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن اتصالات جارية بين إسرائيل والفلسطينيين لنقل الرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة لإجراء فحص باليستي إسرائيلي عليها.
أفادت الصحيفة بأن "إسرائيل تجري اتصالات مع السلطة الفلسطينية للحصول على الرصاصة"، وأضافت أن الاتصالات تمت بوساطة أمريكية.
ويأتي هذا بعد أن كشف وزير الدفاع الإسرائيلي عن فتح تحقيق في ملابسات اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة قائلاً إنهم يسعون إلى الوصول إلى "الحقيقة".
تناقض في الرواية الإسرائيلية
وبالتزامن، نشرت صحيفة Haartez الإسرائيلية، مساء الأربعاء 11 مايو/أيار 2022، تفاصيل جديدة عن اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، نقلاً عن تحقيق أوَّلي للجيش الإسرائيلي، الذي لم يعترف -حتى اللحظة- بمسؤوليته عن مقتل الصحفية، فيما تراجع عن روايته الأولى بأن الفلسطينيين هم من يتحمّلون مسؤولية ذلك، مدَّعياً تشكيل لجنة تحقيق حول الحادثة.
بحسب التحقيق الأوَّلي لجيش الاحتلال، فإن الصحفية الشهيدة "أبو عاقلة" قُتلت برصاصة يبلغ قطرها 5.56 ملم وأُطلقت من بندقية إم 16.
كما أكد تقرير الصحيفة الإسرائيلية أن الصحفية "أبو عاقلة" كانت على بُعد 150 متراً من القوات الإسرائيلية عندما أُطلقت عليها النار وقُتلت، وأن التحقيق أظهر أن جنود وحدة دوفدفان الخاصة الإسرائيلية أطلقوا بضع عشرات من الرصاصات باتجاه المكان الذي كانت تقف فيه الصحفية شيرين أبو عاقلة ومن معها، ولكن من غير المعروف لديها ما إذا كانت واحدة من هذه الرصاصات أصابت الشهيدة.
فيما قام مركز "بتسيلم" الحقوقي الإسرائيلي بنشر تحقيق أجراه حول مقتل الصحفية أبو عاقلة، أظهر تناقضاً بين رواية الجيش الإسرائيلي وما حدث بالفعل، في حادثة مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، في مخيم جنين للاجئين، شمالي الضفة الغربية.
إذ نشرت "بتسيلم"، في سلسلة تغريدات على تويتر، مواد تكشف "زيف مزاعم الحكومة الإسرائيلية حول القتل". وأضاف: "نُظهر أنه كان من المستحيل أن يقتل المسلح الفلسطيني، الذي شوهد في الفيديو، شيرين (أبو عاقلة)".
اغتيال صوت فلسطين
يأتي هذا على وقع صدمة استشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، الذي أثار صدمة في العالم؛ حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهادها برصاص الجيش الإسرائيلي، شمالي الضفة الغربية.
وقالت الوزارة الفلسطينية، في تصريح مقتضب، إن الصحفية شيرين استشهدت جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين، كما ذكرت أن الصحفي علي السمودي أُصيب برصاصة في "الظهر"، ووَصفت وضعه بالمستقر.
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، عن الصحفي المصاب السمودي، قوله إنه كان يتواجد برفقة "أبو عاقلة"، ومجموعة من الصحفيين في محيط مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأممية "أونروا"، قرب مخيم جنين، وكان الجميع يرتدون الخوذ والزي الخاص بالصحفيين.
نشر ناشطون ووسائل إعلام فلسطينية، الأربعاء 11 مايو/أيار 2022، فيديوهات للحظة استشهاد الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، أثناء تغطيتها اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين؛ حيث أظهرت الفيديوهات تعرضها لإصابة خطيرة في الرأس، رغم أنها كانت ترتدي سترة واقية ضد الرصاص.
والصحفية أبو عاقلة من مواليد مدينة القدس عام 1971، وحاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك بالأردن، وهي تحمل أيضاً الجنسية الأمريكية.