منعت إسرائيل ناشطيْن فلسطينييْن بارزيْن في مجال حقوق الإنسان من السفر، الأسبوع الماضي، بينما كانا في طريقهما لحضور المنتدى الاجتماعي العالمي في المكسيك؛ ما أثار غضب النشطاء.
ووفقاً لتقرير نشره موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 5 مايو/أيار 2022، فإن الناشطيْن هما: مديرة مؤسسة "الضمير" لرعاية الأسير وحقوق الإنسان والمحامية سحر فرنسيس، ومدير مركز "بيسان" للبحوث والإنماء، أُبيّ عابودي.
إذ مُنعت سحر فرنسيس، من أن تستقل طائرة الخطوط الجوية الأمريكية في 30 أبريل/نيسان من تل أبيب إلى ميامي، ثم إلى المكسيك، عندما أخبرها أمن المطار أنها لا تستطيع استقلال الطائرة بسبب أن تأشيرتها غير صالحة.
وبحسب فرنسيس، فإن وكلاء شركة الطيران اتصلوا بالسفارة الأمريكية وقيل لهم: إنها لا يمكنها استقلال الطائرة، ولم يُسمح لها بدخول الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن فرنسيس، قولها: "جرى هذا كله رغم أنني مررت بالأمن الإسرائيلي دون أية مشكلات، وكان لديّ تأشيرة صالحة لدخول الولايات المتحدة تنتهي صلاحيتها في أبريل/نيسان 2023".
فرنسيس أضافت: "لم أُبلَغ قبل ذلك الوقت بأنني ممنوعةٌ من دخول الولايات المتحدة، أو أن تأشيرتي قد أُلغِيَت".
منع الناشط "أُبيّ عابودي" من السفر
كما منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة الماضي، مدير مركز "بيسان" للبحوث والإنماء، أُبيّ عابودي، من السفر عبر معبر اللنبي من الضفة الغربية إلى الأردن بهدف المشاركة في المؤتمر نفسه.
وفي تغريدة له عبر حسابه على تويتر قال عابودي: إنه على الرغم من محاولاته المتعددة للحصول على تفسير لسبب حرمانه من الخروج من البلاد، رفض مسؤولون إسرائيليون كبار الإفادة بإجابةٍ له.
وتابع عابودي: "باعتبارك فلسطينياً، ليس لديك حقوق في نظر نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، حتى لو كنت تحمل الجنسية الأمريكية".
كما أضاف: "كل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان لم تكن لتحدث لولا تواطؤ الحكومات والمسؤولين الذين يرفضون تحميل الفصل العنصري الإسرائيلي المسؤولية عن جرائمه، هذا الرفض لن يخيفني وسنواصل العمل".
خطط إسرائيل لقمع المنظمات المدنية
وبحسب فرنسيس، فإنه لم يكن حظر السفر المفروض عليها وعلى عابودي مصادفةً، وهو جزء من جهد إسرائيلي أوسع لمواصلة قمع منظمات المجتمع المدني الفلسطيني، والأشخاص الذين يعملون في هذا القطاع.
وحذرت فرنسيس من أن إسرائيل ستبدأ ببطء "أولاً بمنع الناس من السفر، ثم اعتقالنا، ومداهمة مكاتبنا، والاستيلاء على ممتلكاتنا، وإغلاق منظماتنا تماماً".
وأضافت: "إنهم يريدون إرهاقنا، والاعتماد على حقيقة أنه، في غضون شهرين، ستتخذ البنوك وغيرها إجراءات ضدنا. هذه هي استراتيجيتهم".
يدير فرنسيس وعابودي مجموعة الضمير لحقوق الأسرى الفلسطينيين، ومركز بيسان للأبحاث والتنمية، على التوالي.
وهاتان المجموعتان من بين 6 منظمات مجتمع مدني فلسطينية أعلنت إسرائيل أنها "منظمات إرهابية"، العام الماضي، وفق زعمها.
ورغم الدعوات المتكررة من قبل الجماعات لتقديم أدلة لدعم المزاعم الإسرائيلية، لم تقم الحكومة الإسرائيلية بذلك حتى الآن.
ومنذ إعلان المنظمات الفلسطينية الـ6 "منظماتٍ إرهابية" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استهدفت إسرائيل عدداً من المجموعات وموظفيها، بما في ذلك استخدام برنامج بيغاسوس للتجسس لاستهداف عددٍ من النشطاء العاملين في هذه المنظمات، بمن فيهم عابودي، وحبس رئيسة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية، التي حكمت عليها محكمةٌ إسرائيلية بالسجن لمدة 16 شهراً.
– هذا الموضوع مترجم عن موقع Middle East Eye البريطاني.