على غير المعتاد، خرج مكتب رئيس الوزراء بنفسه، الخميس 5 مايو/أيار 2022؛ ليخبر العامة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتذر بالنيابة عن مزاعم وزير خارجية موسكو سيرغي لافروف، التي قال فيها إن أدولف هتلر له أصولٌ يهودية، لكن الاعتذار الرئاسي لم يرد في ملف إحاطة الكرملين بشأن المحادثة الهاتفية، بحسب ما نشرته صحيفة Haaretz الإسرائيلية.
الصحيفة الإسرائيلية قالت إنه يمكن افتراض أن الإعلان الإسرائيلي الأحادي كان خطوةً منسقة ومحسوبة بشكلٍ جيد؛ إذ تُولي تل أبيب أهمية كبرى للحفاظ على علاقاتها مع موسكو، ومن المنطقي الاعتقاد بأنها لن تخاطر بنشر معلومات تهدد العلاقة بين بوتين ورئيس الوزراء نفتالي بينيت، كما أحجم الكرملين عن تحديد ما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين قد اعتذر لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.
من جانبه، قال الرئيس إسحاق هرتسوغ، الأسبوع الجاري، إنه لا يعتقد أن تصريحات لافروف ستلحق ضرراً دائماً بالعلاقات الروسية- الإسرائيلية.
وأصبح هرتسوغ أعلى مسؤول إسرائيلي يدلي برأيه حول تصريحات لافروف، حين صرح لصحيفة Haaretz بأن لافروف "يختار الترويج للأكاذيب، وهي أكاذيب رهيبة تفوح منها رائحة معاداة السامية. وأتوقع منه أن يسحب تصريحاته ويعتذر عنها".
لكن لافروف لم يعتذر شخصياً، كما لم يُصدر بوتين أي اعتذارٍ علني، لكن الحكومة الإسرائيلية تريد طيّ صفحة هذه الواقعة والمضي قدماً.
من ناحيةٍ أخرى، توقفت جهود إسرائيل للوساطة بين أوكرانيا وروسيا قبل بضعة أسابيع.
إذ لم يعد بوتين وفولوديمير زيلينسكي مهتمين بمحاولات بناء جسور الثقة بين الجانبين حالياً؛ حيث يحاول بوتين أن يستولي على ماريوبول بكل ما أوتي من قوة، بينما يعكف زيلينسكي على تسليح قواته بالمعدات الثقيلة بمساعدة الغرب.
كما لا يمتلك بينيت مساحةً كبيرة للتعامل مع محاولات الوساطة في هذه الأيام؛ إذ استحوذت التصعيدات الأمنية التي شهدها شهر رمضان، وموجة الهجمات الخطيرة، على كامل اهتمامه، فضلاً عن أن الأزمة السياسية التي سببتها رئيسة الائتلاف إيديت سليمان، والانهيار المحتمل للحكومة، تجبر رئيس الوزراء على أن يركز مع القضايا المحلية على حساب المبادرات الدولية.
لكن مكالمةً هاتفية واحدة بين بينيت وزيلينسكي، الأربعاء 4 مايو/أيار، كانت كافيةً لإطلاع الأول على آخر المستجدات؛ إذ اتصل الرئيس الأوكراني ببينيت ليطلب منه المساعدة في إقناع بوتين بأن يسمح بممرٍ جوي لإجلاء المدنيين والعسكريين المحاصرين في مصنع ماريوبول. وقد سارع بينيت لإتمام المهمة، فاتصل بالكرملين لطلب الحديث إلى بوتين.
وتطرق بينيت إلى طلب زيلينسكي خلال المحادثة. كما أشارت المصادر المطلعة إلى أن بوتين هو الذي أثار مسألة لافروف بمبادرةٍ شخصية، وطلب الاعتذار نيابةً عنه.