أثارت احتمالية زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد لروسيا ضجةً داخل وزارة الخارجية التونسية، نظراً لحساسية الحرب الدائرة في أوكرانيا.
إذ أعلن عن رحلة سفر الرئيس التونسي، السفير التونسي إلى موسكو طارق بن سالم لوكالة Sputnik الروسية يوم 28 أبريل/نيسان 2022، لكن وزارة خارجية البلاد لم تؤكد صحة تلك التصريحات.
لغط بسبب زيارة قيس سعيد إلى روسيا
لكن وفي غياب التصريحات الرسمية، خرج السفير التونسي إلى كينشاسا عادل بوزكري الرميلي لينفي تلك المعلومة، لكن محاولته لم تكن كافيةً لإيقاف حالة الفوران في وسائل الإعلام. ومع ذلك أوضحت المصادر داخل الأجهزة الدبلوماسية التونسية أن رحلة رئيس البلاد إلى موسكو لا وجود لها على أجندة أعماله مطلقاً، وذلك وفق ما نقل تقرير نشره موقع Africa Intelligence الفرنسي يوم الثلاثاء 3 مايو/أيار 2022.
في حين أثار الخطأ الفادح غضب وزير الخارجية عثمان جراندي على وجه التحديد، إذ اجتمع في اليوم التالي مباشرةً بالرئيس والمدير العام لشؤون أوروبا والاتحاد الأوروبي خليل التازركي، الذي اضطر بدوره لمواجهة سيل تساؤلات من السفارات الأوروبية في تونس.
من ناحية أخرى تواجه تونس أزمةً اقتصادية في وقت يربط خلاله صندوق النقد الدولي- والدول الأوروبية- بين قروضه وبين ديمقراطية الدول واستقرار مؤسساتها. حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حول هذا الأمر في الـ28 من مايو/أيار 2022، حين دعا للعودة إلى العملية الديمقراطية. ولا شك أن تونس حريصةٌ على الحفاظ على علاقاتها مع الغرب، كما كانت حاضرةً في اجتماع تنسيق المساعدات الأوكرانية بتنظيمٍ أمريكي يوم 26 أبريل/نيسان 2022 داخل قاعدة رامشتاين العسكرية بألمانيا.
توسيع علاقات تونس الدبلوماسية
لكن من المحتمل أن يكون السعيد راغباً في توسيع علاقاته الدبلوماسية رغم ذلك. إذ إن تقاربه مع الجزائر- الشريك التاريخي لروسيا في المغرب- ورغبته في تقليل اعتماده على الدول الغربية قد يدفعانه إلى إعادة التقارب مع موسكو، خاصةً في ظل اعتبار تونس بعيدةً جغرافياً عن الصراع في أوكرانيا.
كما تمثل مسألة واردات الحبوب مشكلةً بين البلدين. علاوةً على استخدام موسكو لشكلٍ من أشكال "دبلوماسية القمح"، التي تسمح بتصدير الحبوب إلى الحلفاء بأسعارٍ تنافسية.