اقتحمت مجموعات المستوطنين، صباح الإثنين 2 مايو/أيار 2022، الحرم الإبراهيمي، بمدينة الخليل في الضفة الغربية، وأدت طقوساً دينية داخل ساحاته، في الوقت الذي كان يؤدي فيه المسلمون صلاة العيد، بعد وصولهم بـ"صعوبة" للمسجد وتعرضهم لمضايقات وتفتيشات دقيقة من الجنود الإسرائيليين على بوابات الحرم.
صور تداولها ناشطون ووسائل إعلام فلسطينية على مواقع التواصل؛ أظهرت المستوطنين وهم يؤدون طقوسًا تلمودية تهويدية في ساحات الحرم الإبراهيمي، تزامنًا مع صلاة عيد الفطر، وبحراسة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
صور أخرى أظهرت تعرض المسلمين القادمين للمشاركة في صلاة العيد لتفتيشات دقيقة قبل دخولهم المسجد، وسط مضايقات مستمرة يتعرض لها الفلسطينيون عند ذهابهم للحرم المحاط بنقاط التفتيش من كل جانب.
كما منعت قوات الاحتلال الصحفيين من دخول الحرم الإبراهيمي الشريف بمعداتهم وكاميراتهم، لتغطية خطبة عيد الفطر.
ونصبت قوات الاحتلال حواجزها العسكرية على مداخل مدينة الخليل الشمالية والجنوبية، ومداخل بلدات بيت عوا وسعير وحلحول، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها، مسببة عرقلة مرورية كبيرة.
الحرم الإبراهيمي "المحاصر"
منذ عام 1994 يُقسّم المسجد الإبراهيمي، بمدينة الخليل، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح النبي إبراهيم، عليه السلام، إلى قسمين: الأول خاص بالمسلمين، والآخر باليهود، إثر قتل مستوطن يهودي 29 مسلماً أثناء تأديتهم صلاة الفجر يوم 25 فبراير/شباط من العام ذاته.
وتسمح إسرائيل للمصلين المسلمين بدخول الجزء الخاص بهم في الحرم طوال أيام السنة، فيما تسمح لهم بدخول الجزء الخاص باليهود في 10 أيام فقط في السنة، وذلك خلال الأعياد الإسلامية، وأيام الجمعة، وليلة القدر من شهر رمضان، فيما تسمح لليهود بدخول القسم المخصص لهم طوال أيام السنة، وبدخول الحرم كله خلال بعض الأعياد اليهودية.
وفي 2020، صدّق وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك (ورئيس الحكومة الحالي)، نفتالي بينيت، على وضع اليد على مناطق ملاصقة للمسجد لإنشاء المصعد الذي أقره مجلس التنظيم الأعلى، أحد أذرع الإدارة المدنية الإسرائيلية بالضفة المحتلة.
ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من مدينة الخليل، التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن، يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.