كثَّفت إيران صادراتها النفطية من أجل الاستفادة من ارتفاع أسعاره، لا سيما مع تراجع مشتريات الصين للنفط الروسي، بسبب الحرب مع أوكرانيا، بحسب ما نشرته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، 28 أبريل/نيسان 2022.
وارتفعت صادرات النفط الإيرانية، التي تكاد تذهب بالكامل إلى الصين بجانب شحنات نادرة إلى سوريا وفنزويلا، إلى 870 ألف برميل يومياً في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بزيادة قدرها 30% من متوسط 668 ألف برميل يومياً في عام 2021 بأكمله، بحسب ما نقلته الصحيفة عن شركة "Kpler" المعنية بتحليل بيانات السلع الأساسية.
وخفضت الصين مشترياتها من النفط الروسي في مارس/آذار بنسبة 14%، وفقاً لبيانات صادرة عن إدارة الجمارك الصينية.
الصحيفة الأمريكية ذكرت أن الصادرات الإيرانية المتزايدة توضح كيف أدى غزو أوكرانيا إلى إعادة رسم طرق تجارة الطاقة في العالم، إذ يبحث مستهلكو الطاقة عن بدائل للنفط والغاز الروسيين لتجنب العقوبات الغربية.
ومن المتوقع أن يتسارع أثر هذه التغييرات ومداها مع خروج كميات أكبر من النفط الروسي من السوق، مع توقع وكالة الطاقة الدولية انخفاض الإنتاج الروسي بأكثر من الربع.
وبحسب الصحيفة، فإن صادرات إيران النفطية نمت بشكل أسرع من أي دولة أخرى في الشرق الأوسط في الربع الأول من هذا العام.
وشكلت أعلى مستوى نفط صدرته إيران منذ أن أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض العقوبات على طهران في 2018 بعد الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، وفقاً لشركة "كلبر".
مصالح مشتركة بين إيران وروسيا
وذكرت الصحيفة أن لإيران وروسيا مصالح مشتركة في كثير من القضايا، إلا أنهما بلدان متنافسان في سوق النفط، لا سيما أن بعض أنواع النفط الخام الإيراني له تركيبة مماثلة للنفط الروسي، وهو ما يسهل على مصافي التكرير التبديل بينهما.
وزادت مبيعات إيران من النفط إلى الصين على الرغم من أنها تفرض أسعاراً أعلى من أسعار موسكو، بينما تبيع روسيا نفطها بخصم بلغ 30 دولاراً للبرميل عن الأسعار العالمية، على حين يقول مسؤول إيراني إن بلاده تعرض خصماً أقل من ذلك، يبلغ 20 دولاراً للبرميل.
وفي وقت سابق، قال جواد عوجي، وزير النفط الإيراني، إن صادرات النفط الإيرانية ارتفعت بنسبة 40% بحساب انتهاء العام في 20 مارس/آذار، ومن ثم فقد زادت عائدات الحكومة من صادرات النفط بنسبة بلغت نحو 10% عن توقعاتها في بداية العام.
بينما قالت شركة "كبلر" إن المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري خفَّضت وارداتها من روسيا إلى 60 ألف برميل يومياً في مارس/آذار، وعززت واردتها من النفط الإيراني بمقدار 30 ألف برميل يومياً.
لا تكشف طهران عن بيانات رسمية بشأن صادراتها النفطية، ومع ذلك فقد قال مسؤول إيراني إن إمدادات النفط الإيرانية إلى بكين كانت أعلى من تلك الواردة في بيانات "كبلر"، زاعماً أنها وصلت إلى 1.2 مليون برميل يومياً، وأن الصين كانت تتسلم 300 ألف برميل يومياً منها عبر دول أخرى.
وقال مسؤول إيراني آخر إن بيع النفط الروسي أصبح أصعب بكثير من بيع النفط الإيراني بسبب تزايد عزلة روسيا عالمياً في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية.