بأغلبية ساحقة، أقر مجلس النواب الأمريكي، الخميس 29 أبريل/نيسان 2022، تشريعاً من شأنه أن يسمح للرئيس جو بايدن، باستخدام قانون يعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية لتزويد أوكرانيا بالأسلحة بشكل سريع على سبيل الإعارة.
التصويت داخل الكونغرس حظي بموافقة 417 صوتاً مقابل 10 أصوات يرفضون استدعاء هذا القانون.
صحيفة "نيويورك تايمز" قالت إن تشريع هذا القانون غير العادي الذي يزيد عمره عن ثمانية عقود يعكس إلحاح الحزبين داخل الكونغرس بدعم الجيش الأوكراني في خضم حرب قبيحة وطويلة الأمد في الجنوب وشرق البلاد.
ووفقاً للتشريع، فإنه يستند إلى قانون الإعارة والتأجير لعام 1941، الذي اقترحه الرئيس الأسبق، فرانكلين روزفلت، في الأصل للمساعدة في تسليح القوات البريطانية التي تقاتل ألمانيا.
وسمح التشريع للرئيس بتأجير أو إعارة معدات عسكرية إلى أي حكومة أجنبية "يعتبر دفاعها الرئيس أمراً حيوياً للدفاع عن الولايات المتحدة".
التشريع الجديد يأتي بعد ساعات على حث بايدن للكونغرس بالموافقة على مساعدات إضافية طارئة لأوكرانيا بعشرات المليارات من الدولارات.
وبذلك، سيسمح القانون للولايات المتحدة بتسليم الأسلحة إلى أوكرانيا بشكل أسرع من خلال التخلص العقبات الإجرائية المتنوعة.
كما سيسمح القانون بشكل أساسي لإدارة جو بايدن بتقديم شحنات ضخمة من الأسلحة إلى كييف، في الوقت الذي قال فيه بايدن إنه استنفد تقريباً التمويل العسكري الطارئ الذي وافق عليه الكونغرس في مارس/آذار .
من جانبه، قال النائب جيمي راسكين، الديمقراطي عن ولاية ماريلاند، إن "إقرار هذا القانون مكن بريطانيا العظمى ووينستون تشرشل من مواصلة القتال والنجاة من القصف النازي الفاشي حتى تدخل الولايات المتحدة الحرب".
النائب الديمقراطي أضاف أيضاً: "الرئيس زيلينسكي قال إن أوكرانيا بحاجة إلى أسلحة لدعم نفسها، وقد استجاب الرئيس بايدن لتلك الدعوة".
موسكو تحذر
يأتي إقرار التشريع بعد ساعات من تحذير روسيا، الدول الغربية من أن إرسال أسلحة ثقيلة وأسلحة أخرى إلى أوكرانيا يشكل خطورة على الأمن الأوروبي.
وجاء تحذير المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للغرب في معرض رده على خطاب وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، الذي حثت فيه حلفاء كييف على "تكثيف" الإنتاج العسكري لمساعدة أوكرانيا.
ولكن الحلفاء الغربيين أكدوا أن دعمهم لن يبلغ حد المواجهة العسكرية بين موسكو وحلف شمال الأطلسي "الناتو".
غير أن بيسكوف قال إن: "ضخ أي أسلحة إلى أوكرانيا، ومن بينها الأسلحة الثقيلة، إجراءات تهدد أمن القارة، وتثير حالة من عدم الاستقرار".
ويأتي ذلك بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء 27 أبريل/نيسان، من أن أي دولة تتدخل في أوكرانيا ستواجه رداً سريعاً.