حذّر خبراء من أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ربما يطمح لاستخدام ترسانة أسلحته النووية، لتأكيد سيطرته على شبه الجزيرة الكورية بأكملها، حسب ما ذكرته صحيفة Financial Times البريطانية، الثلاثاء 26 أبريل/نيسان 2022.
تأتي هذه الشكوك بعد أيام فقط من تأكيد كيم جونغ أون على أن بيونغ يانغ ستسرع وتيرة تطوير ترسانتها النووية، وذلك خلال عرض عسكري تضمّن عرض صواريخ باليستية عابرة للقارات هي الأكبر في البلاد، وأسلحة أخرى.
ترسانة نووية ضخمة في كوريا الشمالية
قال أندريه لانكوف، أحد الباحثين البارزين في شؤون كوريا الشمالية، إن الترسانة النووية لنظام كيم جونغ أون، التي تنمو في حجمها وتطورها رغم العقوبات الدولية الصارمة، تجاوزت احتياجاتها الدفاعية.
كما أضاف لانكوف، أستاذ التاريخ في جامعة كوكمين في سيول: "كان البرنامج النووي الكوري الشمالي دفاعياً بحتاً في البداية. فقد كانوا خائفين، وهم محقون في ذلك، من إمكانية غزوهم".
تابع قائلاً: "لكن من الواضح الآن أنها تتجاوز حدود الدفاعية. فهم لا يحتاجون فعلياً إلى صواريخ باليستية عابرة للقارات، ولا يحتاجون إلى جهاز نووي حراري، وهذا يقودني إلى الشك بقوة في أن حلمهم الأكبر هو تأكيد سيطرتهم على كوريا الجنوبية".
كان كيم جونغ أون قال في عرض عسكري في بيونغ يانغ، الإثنين 25 أبريل/نيسان، إن الأسلحة النووية في كوريا الشمالية لها "مهمة ثانوية"، فضلاً عن "مهمتها الأساسية" المتمثلة في منع نشوب حرب.
بحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية KCNA، قال كيم إن "برنامجنا النووي لا يمكن ربطه بهذه المهمة الوحيدة، التي هي منع الحرب". وأضاف أنه إذا تعرضت "المصالح الأساسية" لكوريا الشمالية لأي اعتداء فـ"قوتنا النووية لن يسعها إلا أن تشرع في مهمتها الثانوية".
كيم جونغ أون قد يلجأ للابتزاز النووي
قال لانكوف إن السيناريو الأكثر واقعية، عوضاً عن محاولة غزو كوريا الجنوبية أو احتلالها، هو لجوء الديكتاتور للابتزاز النووي لردع التدخل الأمريكي وإكراه قادة كوريا الجنوبية.
كما أضاف لانكوف: "حين يكون الوضع ملائماً، على سبيل المثال حين يتشتت انتباه الولايات المتحدة بالكامل بسبب أزمة ما، أو حين يكون شاغل البيت الأبيض ضعيفاً أو غريب الأطوار، أو يأتي دونالد ترامب لمرة ثانية، فستشعل كوريا الشمالية أزمة، وتنشر صواريخها البالستية العابرة للقارات، وتبعد الأمريكيين بدفعهم دفعاً إلى الاختيار بين التضحية بسان فرانسيسكو أو سيول".
كما قال: "يمكنها بعد ذلك استخدام أسلحتها التكتيكية لمحو التفوق التقليدي الكبير للقوات الكورية الجنوبية، وتنصيب سفير في سيول له حق الاعتراض على أي سياسة كورية جنوبية لا تعجبه"، وشبّه طموحات كيم باستراتيجية "نزع السلاح واجتثاث النازية" التي يتبعها بوتين في أوكرانيا.
أضاف: "هل سيحدث ذلك؟ على الأغلب لا، هل هذا حلمهم؟ نعم، أظن أنه كذلك".
الاستفادة من دروس حرب أوكرانيا
من جانبه، قال غو ميونغ هيون، الباحث البارز في معهد آسان للدراسات السياسية في سيول، إن النظام ربما لاحظ تردد الغرب في مواجهة روسيا عسكرياً بعد غزوها لأوكرانيا.
كما قال غو: "يفترض كثيرٌ من الناس أن كوريا الشمالية تنظر إلى الحرب من منظور أوكرانيا، أي كدولة عرضة للغزو إذا لم تملك أسلحة نووية".
تابع: "لكن بيونغ يانغ ترى الأمور من منظور روسيا، وهذا يُظهر كيف أن مجرد التهديد باستخدام الأسلحة النووية يمنح المهاجم ميزة استراتيجية".
بينما أوضح أن برنامج أسلحتها النووية لا يمكن أن يكون دفاعياً فقط حين يكون لديها مئات الرؤوس الحربية النووية، وتتطلع باستمرار إلى تنويع وسائل استخدامها.