مع إعلان استحواذ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على تويتر، مقابل 44 مليار دولار، تفاعل مشاهير العالم مع الخبر، وسط قلق كثيرين وارتياح آخرين؛ نظراً للسمعة التي يتمتع بها ماسك كداعم لـ"حرية التعبير".
إذاعة مونت كارلو الدولية رصدت في تقرير لها ردود أفعال بعض المشاهير، بدءاً بترامب الذي لطالما واجه أزمات مع الموقع الشهير، وتم حظره في وقت سابق.
الرئيس الأمريكي السابق أحبط التوقعات، وأعلن أنه لن يعود إلى تويتر، وأنه سيبقى في منصة "Truth Social"، التي أطلقها في فبراير/شباط الماضي، كبديل "محافظ" لفيسبوك وتويتر ويوتيوب؛ إذ قال ترامب: "لن أذهب إلى تويتر، سأبقى على المنصة". وتابع: "آمل أن يشتري ماسك تويتر لأنه سيُجري تحسينات، وهو رجل جيد، لكني متمسك بالمنصة التي أطلقتها".
ويُتهم تويتر من قِبل الدوائر المحافظة في الولايات المتحدة الأمريكية بالتحيز لصالح الحزب الديمقراطي، وانتهاك حرية التعبير، من خلال تعليق حسابات المحافظين والجمهوريين.
إذ قال إيلون ماسك في بيان على تويتر: "حرية التعبير هي حجر الأساس لديمقراطية فاعلة، وتويتر هو الميدان الرقمي العام، حيث تُناقش القضايا الحيوية لمستقبل البشرية".
لكن هذا الإعلان قوبل بموجة من الاستحسان، وموجة أخرى من القلق، نتج عنها خروج بعض المشاهير وتوقفهم عن التغريد.
في أول رد فعل للإدارة الأمريكية، أعرب البيت الأبيض عن قلقه من استحواذ شخص واحد على "تويتر"، الذي يضم عشرات ملايين المشتركين، بينهم شخصيات سياسية واقتصادية عالمية وزعماء وقادة دول.
إذ قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في مؤتمر صحفي: "قلقنا ليس جديداً"، مضيفة أن "هذه المنصات بحاجة لأن تخضع للحساب"، وأضافت المسؤولة الأمريكية: "لقد تحدث الرئيس (جو بايدن) منذ فترة طويلة عن قلقه إزاء قوة منصات وسائل التواصل الاجتماعي، بما يشمل تويتر وآخرين، في نشر معلومات مضللة".
مشاهير يتفاعلون مع استحواذ ماسك على تويتر
الممثل والمنتج البريطاني مايكل كين عاد إلى تويتر الإثنين، بعد غياب أربعة أشهر، وغرّد بالقول "مرحباً!"، ثم كتب "ليلة سعيدة يا أحبائي". وربط عدد من المستخدمين عودته المفاجئة باستحواذ إيلون ماسك على الشركة، دون أن يدلي كين بأي تصريح حول ذلك.
فيما عاد الصحفي في "فوكس نيوز" الأمريكية، تاكر كارلسون، إلى تويتر، بعد ساعات فقط من إعلان الصفقة بين ماسك وتويتر، وغرّد قائلاً: "لقد عدنا"، وكان تويتر قد علّق حساب كارلسون، في شهر مارس/آذار الماضي، بعد أن قرر أنه انتهك قواعده، حين أشار إلى مساعدة وزيرة الصحة الأمريكية راشيل ليفين، وهي امرأة متحولة جنسياً، باعتبارها رجلاً.
من ناحيتها، قادت الممثلة وعارضة الأزياء البريطانية جميلة جميل حملة بعض المشاهير، الذين أعلنوا أنهم سيتركون تويتر بعد شراء الشركة من قبل ماسك، وأعلنت أنها لن تغرد بعد الآن، وقالت جميل بحسرة: "آه، لقد حصل على تويتر! أود أن يكون هذا هو آخر ما سأغرده على المنصة". وأضافت: "أخشى أن يُسهم ما يقال إنه "حرية تعبير" على المنصة في تحويلها إلى شكل نهائي من الكراهية والتعصب وكراهية النساء. حظاً سعيداً".
أما الممثل الأمريكي روب راينر، فقال إنه منزعج من احتمال عودة دونالد ترامب إلى تويتر تحت قيادة إيلون ماسك. وتابع: "السؤال بالنسبة لنا جميعاً هو: هل سيسمح لمجرم باستخدم هذه المنصة، للكذب ونشر معلومات مضللة، ومحاولة قلب حكومة الولايات المتحدة، للعودة ومواصلة نشاطه الإجرامي؟ وإذا فعل، فكيف نكافحه؟".
أما منافس ماسك الملياردير الأمريكي جيف بيزوس فغمز من قناة الخوف من الصين، وتساءل عما إذا كان ماسك سيجعل تويتر عرضة لضغوط بكين "نتيجة التزامات ماسك التجارية الكبيرة" هناك.
وقال بيزوس، الذي اشترى صحيفة واشنطن بوست عام 2013: "هل اكتسبت الحكومة الصينية بعض النفوذ بذلك؟". وأجاب: "ربما تكون إجابتي عن هذا السؤال لا. النتيجة الأكثر ترجيحاً في هذا الصدد هي تعقيد الصين لنشاطات "تسلا"، بدلاً من الرقابة على تويتر، لكننا سنرى، ماسك جيد للغاية في التعامل مع هذا النوع من التعقيد".
إيلون ماسك يستحوذ على تويتر
ونجح الملياردير الأمريكي، أغنى رجل بالعالم، إيلون ماسك، في الاستحواذ على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر" مقابل 44 مليار دولار؛ إذ نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية عن رئيس مجلس إدارة "تويتر"، بريت تايلور، قوله إن "المجلس أجرى عملية مدروسة وشاملة لتقييم اقتراح إيلون (ماسك)، مع تركيز مضاعف على القيمة واليقين والتمويل"، وفق بيان الشركة.
وأضاف تايلور أن "المجلس يعتقد أن الصفقة أفضل مسار للمضي قدماً لمساهمي تويتر".
وكان ماسك، مؤسس ومالك شركة "تسلا"، منتجة السيارات الكهربائية، وشركة "سبيس إكس"، لإطلاق الصواريخ والأقمار الصناعية، قدّم الأسبوع الماضي عرضاً غير مُلزم للاستحواذ على تويتر، مقابل 54.2 دولار للسهم، رفضه مجلس إدارة المنصة في حينه.
وفي مسعى لقطع الطريق على إمكانية استحواذ ماسك على الشركة بطريق تراكم مشتريات الأسهم، أقرّ مجلس إدارة تويتر خطة عُرفت باسم "حبة السم"، تحول دون تمكن أي من المساهمين من امتلاك حصة تزيد عن 15% من أسهم الشركة.
وماسك أكبر مساهم فرد في "تويتر"، بحصة تبلغ 9% من أسهمها.
إلّا أن تغيّراً دراماتيكياً طرأ على موقف الإدارة، بعدما أعلن ماسك الخميس أنه تمكن من جمع 46.5 مليار دولار لتمويل الصفقة، وعقد اجتماعات منفردة مع مساهمين كبار لإقناعهم بدعم الصفقة.
وعقب الإعلان عن موافقة مجلس إدارة "تويتر" على الصفقة، قفز سهمها بنسبة 6%.
وستكون هذه الصفقة أكبر عملية استحواذ على شركة مدرجة في البورصة الأمريكية،
وسيترتب على الصفقة شطب تويتر من بورصة ناسداك لأسهم التكنولوجيا في "وول ستريت".