توصلت دراسة جديدة إلى أن الأموال التي أخرجها المسلمون الأمريكيون على شكل زكاة بلغت خلال عام 2021 قرابة 1.8 مليار دولار، وذلك بحسب ما نشر موقع Middle East Eye البريطاني الثلاثاء 26 أبريل/نيسان 2022.
تقرير صدر عن مبادرة العمل الخيري الإسلامي في جامعة إنديانا أظهر أن المسلم عادي الدخل في الولايات المتحدة يخرج في المتوسط زكاة بقيمة 2070 دولاراً.
يقول شارق صدّيقي، مدير مبادرة العمل الخيري الإسلامي، إن الجزء الأكبر من مبلغ الـ 1.8 مليار دولار أخرجه المسلمون في شهر رمضان على الأرجح.
وقال صديقي: "من المهم أن تجد المنظمات غير الربحية والجمعيات الخيرية طرقاً مفيدة للتعاون مع المتبرعين الأمريكيين المسلمين في شهر رمضان".
وفقاً لنتائج الدراسة، ذهب الجزء الأكبر من الزكاة، حوالي 25.3%، إلى منظمات دولية غير ربحية، في حين ذهب 21.7% منها إلى حكومات دول معظمها ذات أغلبية مسلمة تجمع الزكاة عن طريق الدولة، وذهب 18.3% إلى منظمات غير ربحية محلية.
البحث عن الفقراء ومساعدتهم
يقول شريف علي، الرئيس التنفيذي لمنظمة الإغاثة الإسلامية بالولايات المتحدة الأمريكية، التي موّلت الدراسة، إن منظمته استقبلت تبرعات خيرية قيمتها حوالي 135 مليون دولار منها 40 مليون دولار أموال زكاة، ارتفعت من 35 مليون دولار في العام السابق.
وقال لموقع Middle East Eye: "صحيح أن الزكاة واجب ديني، إلا أنها وسيلة لعلاج العلل الاجتماعية في مجتمعاتنا، التي أثرت على الناس، وأفقرتهم وصعّبت حياتهم".
يقول شهزيب شيما، وهو سائق تاكسي مقيم في نيويورك، إنه لم يتمكن من إخراج القدر نفسه هذا العام، مقارنة بالسنوات السابقة، بسبب جائحة فيروس كورونا.
كما أضاف: "جمال الزكاة أنها تستند إلى مقدار ما نجنيه من مال. فهي ليست عبئاً، بل نعمة".
وقال: "أنا لا أجني كثيراً من المال. لكني أرسل الزكاة إلى باكستان. فجيراني منذ طفولتي فقراء جداً. وبينهم طفلان توفي والدهما. وابني يعطي هذه الأموال لمنظمات خيرية هناك. فهي فرض ونحن نؤديه بمنتهى السعادة".
وقالت إيمان فاطمة، وهي طالبة جامعية في نيويورك، لموقع Middle East Eye إنها مثل العديد من الأشخاص الذين تعرفهم، ترسل زكاتها إلى المنظمات في وطنها اليمن لأنهم في أمسِّ الحاجة إلى الأموال.
وقالت فاطمة: "والداي يحرصان على إرسال الأموال الخيرية وأموال الزكاة تحديداً إلى عدد من المنظمات في اليمن. ويقولان لي إن الحكومة تقدم معونات للمحتاجين والفقراء في الولايات المتحدة، ولكن هذا لا يحدث في اليمن".
واستدركت قائلة: "وهذا لا يعني أنني لا أتبرع بالمال هنا في أمريكا، لأنني أفعل. الفكرة أن اليمن يمر بحرب حقيقية والناس بحاجة ماسة للمال".