قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال وقت متأخر، السبت 23 أبريل/نيسان 2022، إن بلاده لن تتخلى أبداً عن إمداد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف، رغم الخلاف بين البلدين بشأن نزاع الصحراء.
جاء ذلك خلال مقابلة للرئيس عبد المجيد تبون مع وسائل إعلام محلية بثها التلفزيون الرسمي، حيث أشار تبون إلى أن "علاقات بلاده مع الدولة الإسبانية جيدة بل متينة جداً".
كما أضاف تبون: "ما قام به رئيس الحكومة الإسبانية غير مقبول أخلاقياً وتاريخياً"، في إشارة لدعم مقترح الحكم الذاتي الذي طرحته الرباط قبل سنوات كحل للنزاع في الصحراء.
تابع تبون أن إسبانيا يجب ألّا تنسى أن مسؤوليتها التاريخية ما زالت قائمة في الصحراء، بالنظر لكونها هي القوة المستعمرة سابقاً للمنطقة. وشدد على أن الجزائر ورغم الخلاف الدبلوماسي مع مدريد، تطمئن "إسبانيا والشعب الإسباني أن الجزائر لن تتخلى أبداً عن إمدادها بالغاز".
بخصوص سؤال عن تاريخ عودة سفير بلاده إلى مدريد بعد استدعائه على خلفية الأزمة الدبلوماسية، ردّ تبون بالقول "السفير في وضع جيد في بلاده".
أزمة دبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا
في 19 مارس/آذار الماضي، أعلنت الجزائر استدعاء سفيرها لدى مدريد للتشاور؛ احتجاجاً على ما اعتبرته "الانقلاب المفاجئ" في موقف الحكومة الإسبانية إزاء ملف الصحراء.
جاءت الخطوة الجزائرية حينها، بعد أن وصفت الحكومة الإسبانية، في رسالة بعث بها رئيسها بيدرو سانشيث، إلى العاهل المغربي محمد السادس، مبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، بـ"الأكثر جدية" للتسوية في الإقليم المتنازع عليه، بحسب بيان للديوان الملكي المغربي.
كما اعتبر مراقبون ذلك "تحولاً تاريخياً" في موقف مدريد من القضية، باعتبارها المستعمر السابق للإقليم، لاسيما أنها كانت تتبنى موقفاً محايداً في السابق.
منذ 1975 هناك نزاع بين المغرب وجبهة "البوليساريو" حول إقليم الصحراء، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.
فيما تصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، فيما تطالب "البوليساريو" باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تستضيف لاجئين من الإقليم المتنازع عليه.