منعت شرطة الاحتلال المستوطنين اليهود من الوصول إلى "باب العامود" في القدس المحتلة، فيما أظهرت مقاطع فيديو مناوشات بين المستوطنين وعناصر الجيش الذين أوقفوا "مسيرة الأعلام" الاستفزازية من الوصول للمنطقة، بعد تحذيرات أصدرتها حماس بشأن أي استفزازات قرب المقدسات الإسلامية.
كانت شرطة الاحتلال قد ألغت "مسيرة الأعلام" لأول مرة، العام الماضي (2021)، بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ باتجاه القدس المحتلة أثناء تنفيذ المسيرة، تنفيذاً لتوعدها في حال لم يتراجع الاحتلال عن قراره، وهو ما أدى إلى هروب المستوطنين المشاركين فيها بعد إطلاق صفارات الإنذار.
انطلقت "مسيرة الأعلام" بمشاركة عضو الكنيست (البرلمان) المتطرف إيتمار بن غفير، في طريقها إلى منطقة باب العامود والحي الإسلامي بالقدس، وفق قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، لكن الشرطة الإسرائيلية أغلقت الطريق أمام نحو ألف متطرف بعد دقائق من انطلاق المسيرة؛ لمنعهم من المرور تجاه المنطقة.
فيما بثت القناة مقطع فيديو يوثق مواجهات بين الشرطة والمتطرفين الذين حاولوا كسر الحاجز الأمني دون جدوى.
بالتزامن مع منع "مسيرة الأعلام" اعتدت الشرطة الإسرائيلية على عشرات الفلسطينيين في منطقة "باب العامود"، وفق ما أفاد به شهود عيان لـ"الأناضول".
حيث ذكر الشهود، أن قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية "اعتدت بالضرب" على عشرات الفلسطينيين في منطقة باب العامود، وحاولت إفراغ المنطقة منهم تزامناً مع محاولة متطرفين يهود تنظيم مسيرة استفزازية.
المستوطنون يتحدّون الشرطة
وانطلقت المسيرة الاستفزازية رغم عدم حصول منظميها على تصريح من الشرطة الإسرائيلية، بناءً على طلب تقدموا به الثلاثاء.
حيث أعلنت قوى يمينية يهودية نيتها تنظيم "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة من القدس الشرقية، بعد عصر (الأربعاء)، رغم قرار شرطة الاحتلال عدم تأمينها في حال عدم تغيير مسارها.
في بيان صادر عنهم، اتهم منظمو المسيرة حكومة نفتالي بينيت بأنها "تستسلم للإرهاب، وتمارس ضغوطاً على الشرطة لمنع المسيرة، أو تغيير مسارها، مؤكدةً أن التجمع سيكون في تمام الساعة الخامسة عند ميدان صفرا في القدس، قبل التوجه إلى البلدة القديمة".
كما دعا متان بيلغ، قائد منظمة "إم ترتسو" اليمينية المتطرفة، وأحد منظمي المسيرة، في مقابلة أجرتها معه إذاعة جيش الاحتلال، صباح اليوم الأربعاء، إلى مشاركة أكبر عدد في المسيرة، مشدداً على أن عدم منح الشرطة إذناً بالمسيرة "لا يعني شيئاً".
من ناحيته، أكد زعيم الحركة الكهانية المتطرفة النائب إيتمار بن غفير، مشاركته في المسيرة.
إذ نقل موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن بن غفير، قوله: "لا أستطيع أن أصمت عندما أرى الحكومة الإسرائيلية ترفع الراية البيضاء، أخطط لرفع العلم الإسرائيلي عند بوابة العامود؛ لإيصال رسالة إلى (حماس) بأنهم ليسوا أصحاب المكان في القدس"، على حد تعبيره.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية يائير لابيد، في إفادة للصحفيين، إن "هدف بن غفير وأنصاره هو اندلاع العنف"، مضيفاً: "يريدون ناراً تحرق القدس ولن نعطيها لهم"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
مساء الثلاثاء، قالت مصادر إسرائيلية إن الشرطة قررت عدم تأمين "مسيرة الأعلام"، بعد تهديدات حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية.
يأتي ذلك بعد أن حذرت الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، في بيان، "من دعوات اليمين الإرهابي المتطرف لتنظيم مسيرة الأعلام الاستفزازية، التي كانت أحد الدوافع لمعركة سيف القدس في العام الماضي".
بينما نقلت مصادر عبرية عن مصدر أمني رفيع: "هناك معلومات استخبارية عن نية إطلاق صواريخ من قطاع غزة تجاه وسط البلاد، في حال وصل بن غفير إلى موكب الأعلام"، وأضاف: "إذا وصل بن غفير لباب العامود فهناك احتمال كبير بأن تكون عملية (حارس الأسوار 2) صباح غد".
وفي مايو/أيار 2021، تسببت الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وحي الشيخ جرّاح بالقدس، باندلاع مواجهة عسكرية بين إسرائيل والفصائل في غزة، استمرت 11 يوماً.
إلا أنه منذ أيام، يسود توتر بالقدس وساحات المسجد الأقصى، في ظل اقتحامات يومية ودعوات مستوطنين إسرائيليين و"جماعات الهيكل" اليهودية إلى مواصلة اقتحام المسجد، تزامناً مع عيد الفصح اليهودي الذي ينتهي الخميس 28 أبريل/نيسان 2022.