تلقت حركة حماس الفلسطينية 150 مكالمة خلال 48 ساعة من جهات مختلفة، في إطار جهود وساطة حثيثة لمنع اندلاع حرب في قطاع غزة، في أعقاب المداهمات الإسرائيلية العنيفة المتكررة في الضفة الغربية والقدس، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 19 أبريل/نيسان 2022.
منذ الأحد 17 أبريل/نيسان يقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى بشكل يومي، بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي، الذي بدأ مساء الجمعة 15 أبريل/نيسان، ويستمر حتى الخميس 21 أبريل/نيسان.
كما شهد المسجد الأقصى اعتداءات متكررة على الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال، وصلت إلى حد تدنيس المسجد الأقصى، وضرب واعتقالات للفلسطينيين في مختلف مناطق القدس الشرقية.
تواصل غير مباشر مع حركة حماس
قال مصدر مقرب من حركة حماس، التي تحكم غزة، لموقع Middle East Eye، إن الولايات المتحدة، التي لا تشارك في الوساطة عادة، تواصلت بشكل غير مباشر مع الحركة بهدف الحفاظ على الهدوء على جبهة غزة.
بحسب مصادر ومحللين سياسيين مطلعين، فحماس لا ترغب في خوض حرب جديدة، وتكتفي بتصعيد "لغة التهديد"، وهو الموقف الذي ظهر في اتصالها السريع بمصر، لإبلاغها بأنها غير مسؤولة عن الهجوم الصاروخي على إسرائيل.
تقول مصادر إن حركة حماس تحاول احتواء نشاطات حليفتها حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، مستخدمة "لغة حادة"، ومحذرة من التصعيد أحادي الجانب بعد تهديدات وجّهها أمينها العام في بيروت، زياد النخالة، لإسرائيل.
كما قالت المصادر للموقع البريطاني إن جهود حماس قد آتت أُكلها على ما يبدو، إذ التزمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ضبط النفس حتى الآن.
بينما نفت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في محادثات مع وسطاء مصريين، مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ من غزة، وأكدت التزامها بالقرارات الصادرة عن غرفة العمليات المشتركة التي تضم كافة الفصائل المسلحة الرئيسية في غزة.
واشنطن لا تريد حرباً جديدة
قال الكاتب السياسي مصطفى إبراهيم لموقع Middle East Eye إن إسرائيل تتحدث عن وساطة أمريكية غير مباشرة مع حركة حماس، لأن واشنطن لا تريد حرباً تصرف الانتباه عن الحرب الروسية على أوكرانيا. وأضاف أن الدول الأوروبية تتواصل مباشرة أيضاً مع حماس للهدف نفسه.
الموقع أشار إلى أن هذه المعلومات تتفق مع ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن مشاركة الولايات المتحدة وتركيا في "خط الوساطة" بين حماس وإسرائيل.
إذ قال إبراهيم إنه بعد استئناف العلاقات التركية مع إسرائيل، تبذل أنقرة جهوداً منذ فترة، وأبدت استعدادها للتوسط في قضية صفقة تبادل أسرى مع حماس، لو كان ذلك سيؤدي إلى تهدئة مستدامة.
إسرائيل بادرت بطلب الوساطة
في الأثناء، قال مصدر فلسطيني مقرب من حركة حماس، إن إسرائيل بادرت بطلب تدخل هذه الوساطات، ونقلت رسائل غير مباشرة إلى حماس بأنها لا ترغب في مواجهة عسكرية جديدة مع غزة.
حددت حماس للوسطاء ما وصفه زاهر جبارين، عضو المكتب السياسي لحماس المقيم بالخارج، بـ"الخطوط الحمراء" التي لا يمكنها لا هي ولا الفصائل الأخرى السماح بتجاوزها، وتشمل أي عدوان إسرائيلي، وخصوصاً المرتبط بالمسجد الأقصى والاغتيالات في الضفة الغربية.
بحسب جبارين، تتركز جهود الوسطاء على البحث عن مخرج ومنع اندلاع حرب في غزة. وقال عضو حماس: "لدينا وسائل كثيرة للضغط على الاحتلال، وبدء حرب جديدة على جبهة غزة أحد الخيارات إذا لزم الأمر".