قرر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، الأربعاء 20 أبريل/نيسان 2022، منع النائب اليميني المتشدد إيتمار بن غفير، من الوصول إلى باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة في مدينة القدس الشرقية المحتلة؛ وذلك لمنع حدوث توترات وتصعيد.
ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أشار إلى أن قرار بينيت منع وصول بن غفير إلى باب العامود بالقدس، جاء بناءً على توصية وزير الأمن الداخلي، ورئيس (جهاز الأمن العام) الشاباك والمفوض العام للشرطة.
بينيت أضاف: "لا أنوي السماح لسياسة صغيرة، بتعريض حياة البشر للخطر؛ لن أسمح لاستفزاز سياسي من قبل بن غفير، بتعريض جنود الجيش وأفراد الشرطة الإسرائيلية لخطر، وجعل مهمتهم الصعبة، أصعب".
أيضاً وفي إشارة إلى معارضته قرار عناصر اليمين المتطرف وبينهم بن غفير، تنظيم مظاهرة في القدس الشرقية، مساء اليوم الأربعاء، ترفع خلالها الأعلام الإسرائيلية، قال بينيت: "مسيرة الأعلام السنوية ستقام في موعدها الدائم، وهو يوم القدس"، في شهر مايو/أيار المقبل.
لم يتضح إذا ما كان قرار منع بن غفير دائماً، أم أنه مرتبط فقط بالدعوة إلى مسيرة اليمينيين اليوم الأربعاء 20 أبريل/نيسان 2022.
يحاول بن غفير استفزاز الفلسطينيين من خلال فعاليات معادية لهم، سواء في القدس الشرقية أو الضفة الغربية، وحتى المدن والبلدات العربية في إسرائيل، وفي 2022 زار بن غفير حيّ الشيخ جرّاح بالقدس الشرقية، معلناً نقل مكتبه البرلماني إليه دعماً للمستوطنين اليهود. وبعد مواجهات مع متظاهرين فلسطينيين أزالت الشرطة الإسرائيلية مكتبه الذي كان عبارة عن خيمة.
أبدى بن غفير تحدياً لبنيت رداً على قرار منعه من الوصول لباب العامود، وقال في تغريدة على تويتر: "أصدر رئيس الوزراء الآن أمراً بمنعي من الوصول إلى باب العامود، والتلويح بالعلم الإسرائيلي، لأسباب تتعلق بالأمن القومي".
أضاف بن غفير مخاطباً بينيت: "إن أمن التحالف (الائتلاف الحكومي) ليس هو أمن الدولة، وحقيقة أن (رئيس القائمة العربية الموحدة الداعمة للحكومة، برئاسة منصور) عباس يبتزك، لا تعني أنه يمكنك تقسيم القدس".
كذلك هدد بن عفير بأنه "إذا لم تتوصل الشرطة إلى حل وسط بشأن المسار فسوف أصل إلى باب العامود الساعة 5:00 مساءً"، وفق قوله.
في هذا الصدد، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الشرطة لم تتوصل إلى اتفاق، مع منظمي المسيرة المقررة مساء الأربعاء، في القدس الشرقية، حول مسارها وتوقيتها.
يأتي هذا بينما أصبح الائتلاف الحكومي بزعامة بينيت أمام عقبة جديدة تهدد بقاءه، مع إعلان القائمة العربية الموحدة "تعليق" مشاركتها في كلّ من الحكومة الائتلافية والكنيست، وذلك على أثر "مواصلة الاحتلال عدوانه على القدس والأقصى المبارك".
الائتلاف الحاكم في إسرائيل مشكّل من مزيج من الأحزاب اليسارية والقومية اليهودية المتشدّدة والأحزاب الدينية إضافة إلى القائمة العربية الموحّدة، وتشوبه انقسامات أيديولوجية عميقة.
كان نشطاء يمينيون قد طلبوا من الشرطة الإذن بتنظيم "مسيرة الأعلام" في القدس يوم الأربعاء، انطلاقاً من ميدان "صفرا" بالقدس الغربية، حتى أسوار البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية، وصولاً إلى باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى.
شركة الاحتلال قالت إنها استدعت مُنظمي المسيرة "لفحص الطلب، ومحاولة تحديد موعد مخطط بديل، متفق عليه"، وأضافت أن الطلب سيخضع "لإجراءات مصادقة الشرطة بموجب القانون"، وأنه "في هذه المرحلة لم يتم بعد، إعطاء الإذن لإجراء وفق المخطط المقترح".
بالموازاة مع طلب اليمينيين تنظيم المسيرة، حذّرت الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة في بيان، من تنظيم مسيرة الأعلام، وقالت إنها كانت أحد الدوافع لجولة القتال التي اندلعت العام الماضي.
يُذكر أنه في العام الماضي، نظّم الآلاف من المتطرفين المسيرة التي يحملون خلالها الأعلام الإسرائيلية، واقتحموا منطقة باب العامود، مرددين هتاف "الموت للعرب"، قبل أن يتوجهوا نحو "حائط البراق".
في مايو/أيار 2021، تسببت الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وحي الشيخ جرّاح بالقدس، باندلاع حرب بين إسرائيل والفصائل في غزة، استمرت 11 يوما.
يُشار إلى أنه منذ أيام، يسود توتر في القدس وساحات المسجد الأقصى، في ظل اقتحامات يومية، ودعوات مستوطنين إسرائيليين إلى مواصلة اقتحام المسجد، تزامناً مع عيد الفصح اليهودي الذي ينتهي الخميس 21 أبريل/نيسان 2022.