سمح القضاء البريطاني الأربعاء 20 أبريل/نيسان 2022، رسمياً بتسليم مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، للولايات المتحدة التي تسعى إلى محاكمته بتهمة التجسس، وذلك بعد سنوات من الخلاف القضائي.
جاء ذلك بعدما أصدرت محكمة وستمنستر في لندن أمراً رسمياً بالتسليم، وأصبح الأمر الآن متروكاً لوزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل للموافقة عليه، وإن كان ما زال بإمكان محامي الدفاع استئناف الحكم، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
تريد الولايات المتحدة محاكمة الأسترالي أسانج، البالغ من العمر 50 عاماً بتهمة نشر أكثر من 700 ألف وثيقة سرية اعتباراً من 2010، تتعلق بأنشطة عسكرية ودبلوماسية أمريكية لا سيما في العراق وأفغانستان.
في حال حوكم أسانج في الولايات المتحدة، فإنه يواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 175 عاماً، وتمثل هذه القضية في رأي مؤيديه اعتداءً خطيراً للغاية على حرية الصحافة.
يأتي حكم اليوم بحق أسانج، بعدما رفضت المحكمة العليا في المملكة المتحدة، في مارس/آذار 2022، منح الإذن لأسانج لاستئناف حكم محكمة دنيا يقضي بإمكانية تسليمه.
لا يستنفذ قرار اليوم الخيارات القانونية لأسانج، الذي سعى لسنوات إلى تجنب محاكمة في الولايات المتحدة، ويمتلك محامو أسانج أربعة أسابيع لتقديم طلباتهم إلى وزيرة الداخلية البريطانية، ويمكنهم أيضًا السعي للاستئناف أمام المحكمة العليا.
يقول المدعون الأمريكيون إن أسانج ساعد "بشكل غير قانوني محلل المخابرات بالجيش الأمريكي تشيلسي مانينغ في سرقة البرقيات الدبلوماسية السرية والملفات العسكرية التي نشرتها ويكيليكس لاحقاً، ما يعرض الأرواح للخطر".
في حين يبرر مؤيدو ومحامو أسانج (50 عاماً) بأنه كان يعمل صحفياً ويحق له كشف أخطاء الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان، لافتين إلى أن للقضية "دوافع سياسية".
كان قاضي محكمة جزئية بريطانية قد رفض في البداية طلب تسليم أسانج لأمريكا، على أساس أن أسانج من المحتمل أن يقتل نفسه إذا احتُجز في ظروف سجن قاسية بالولايات المتحدة.
بيد أن السلطات الأمريكية قدمت لاحقًا تأكيدات بأن مؤسس موقع ويكيليكس لن يواجه المعاملة القاسية التي قال محاموه إنها ستعرض صحته الجسدية والعقلية للخطر.
يُذكر أن موقع "ويكيليكس" برز عندما نشر في عام 2010 مقطع فيديو للجيش الأمريكي يظهر هجوماً شنته مروحيات أباتشي في بغداد عام 2007، أسفر عن مقتل 12 شخصاً من بينهم اثنان من الطاقم الصحفي في وكالة رويترز.
كذلك ساعد إنشاء أسانج لموقع ويكيليكس على تمكين جيل من كاشفي الأسرار والمطلعين الساخطين الذين يستطيعون العمل على نطاق واسع، كاشفين عن فضائح يقدَّر حجمها بالتيرابايت ومتسببين في غضب ذوي النفوذ بكثير من البلدان.
تعاونت ويكيليكس عن كثب مع عديد من كبرى المنشورات العالمية، وضمن ذلك صحيفة The New York Times الأمريكية، في الكشف عن تسجيلات سرية بخصوص الحروب التي قادتها أمريكا في أفغانستان والعراق، وربع مليون رسالة سرية من وزارة الخارجية.