بينما تتواصل أحداث الشغب بين الهندوس والمسلمين في الهند التي أسفرت عن إصابات واعتقالات، يلجأ بعض الرهبان والسياسيين لتأجيج الوضع عبر نشر أخبار وفيديوهات زائفة أو قديمة، تزيد الوضع سوءاً، خاصة في مدينة خارجون.
فقد ثار جدل على منصات التواصل نهاية الأسبوع الماضي بسبب تداول فيديو لراهب هندوسي يدعو إلى البدء في عمليات الإبادة الجماعية ضد أفراد الأقلية المسلمة في البلاد.
ظهر الراهب الذي يدعى (ياتي كريشناناند) في الفيديو مرتدياً العمامة والزي البرتقالي قائلاً: "أنا أفكّر أن نبدأ مذابح جماعية ضد المسلمين من بورفانش في شرق ولاية أوتار براديش الهندية".
أضاف الراهب قائلاً: "إنها عملية بسيطة. سوف يردّون علينا؛ ومن ثم نزيد الهجوم ونقضي عليهم".
فيما انهالت التعليقات الغاضبة على الفيديو، حيث قال الصحفي رفيق حامد: "أولئك الذين ينكرون إمكانية حدوث إبادة جماعية ضد المسلمين في الهند يعيشون في عالم موازٍ. إنها ليست مسألة إذا ولو؛ ولكن متى تهيأ الظروف لذلك حالياً، وإن حدث ذلك سيبتلع البلاد بأكملها".
بينما قالت الكاتبة الهندية سابا نقفي: "هل يخطط بعض الدعاة الذين يرتدون البرتقالي لقتل جماعي؟ هل بعض من رموزهم متشددون أم جميعهم كذلك؟ سؤال يشبه سؤال من أتى أولاً الدجاجة أم بيضة؛ ولكن على كل حال يجب أن نبقى حذرين".
كما هاجم الناشط الهندي سانجوي روي الراهب الهندوسي موجهاً رسالة شديدة اللهجة للحكومة الهندية قائلاً: "باسم من يتكلّم يتي كريشناناند؟ يجب أن يعامل على أنه إرهابي، ويتم القبض عليه بسبب كلامه".
فيديوهات تحريضية قديمة
كما أثار، كايلاش فيجايفارجيا، رئيس حزب الشعب الحاكم، بهاراتيا جاناتا، السبت 16 أبريل/نيسان، الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي بسبب نشره فيديو لشخص يدَّعي أنه مسلم يهدد المجتمع الهندوسي عقب أحداث مدينة خارجون الأخيرة.
نشر فيجايفارجيا هذا الفيديو، وتوجّه باللوم إلى أحد القيادات البارزة في حزب المؤتمر المعارض، متسائلاً: "كيف لا تعتقل الشرطة مثل هؤلاء؟"، مشيراً إلى الشخص المتحدّث في الفيديو.
تعرّض الحزب الحاكم لانتقاد شديد لعدم التدخّل في أحداث خارجون التي وقعت الأسبوع الماضي التي دمّر فيها مئات المشاغبين الهندوس متاجر ومنازل تابعة للمسلمين في المدينة وأحرقوها.
لكن التحقق من الفيديو أظهر أنه لم يكن خلال أحداث مدينة خارجون خلال الأسبوع الماضي، بل جرى تصويره في مدينة نظام آباد بولاية (تيلانجانا)، ونشر عبر مواقع التواصل في مايو/أيار 2020.
مواجهات جديدة في الهند
قالت الشرطة، الإثنين 18 أبريل/نيسان، إنها اعتقلت 88 شخصاً على الأقل فيما يتصل بأعمال عنف ضد أفرادها بعدما انتشر تعليق مهين للمسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي.
أضافت الشرطة أن حشداً من الناس هاجم رجالها وخرب ممتلكات عامة مساء السبت في هوبلي على مسافة 480 كيلومتراً شمالي بنجالورو بعد انتشار التعليق في رسائل على تطبيق واتساب.
حيث أصيب 12 من أفراد الشرطة في أعمال العنف على الرغم من أن الشخص الذي نشر التعليق المسيء كان قد اعتقل بالفعل.
إذ قال لابهو رام، المسؤول الكبير بالشرطة الذي يتولى التحقيق في الواقعة: "الناس ما زالوا يتجمعون قرب مركز الشرطة.. الحشد رشق الشرطة بالحجارة وحاول اقتحام المركز ودمر مركبات تابعة للشرطة".
اندلعت اشتباكات بين الأغلبية الهندوسية والأقلية المسلمة أثناء المواكب الدينية في عدة أجزاء من البلاد في الأسابيع الأخيرة.
فيما كان حزب بهاراتيا جاناتا القومي الذي ينتمي له رئيس الوزراء ناريندرا مودي قد جرّأ الجماعات الدينية المتشددة على تبني القضايا التي يقول إنها تدعم العقيدة الهندوسية رغم أن الحزب ينفي تصاعد التوتر الطائفي.
بينما هوّن وزير شؤون الأقليات مختار عباس نقوي من شأن أعمال العنف، وقال في مقابلة نُشرت الأحد إن التعصب بين الطوائف لم يتفاقم.