قال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين 18 أبريل/نيسان 2022، إن مسؤولين أمريكيين كباراً أجروا اتصالات هاتفية مع الإسرائيليين والفلسطينيين وممثلين عرب بالمنطقة في مطلع الأسبوع؛ سعياً لعدم تصعيد التوتر بالقدس.
يأتي الاتصال الأمريكي من أجل حلحلة الأزمة بالقدس في الوقت الذي أصيب فيه ما لا يقل عن 152 فلسطينياً في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية داخل مجمع المسجد الأقصى يوم الجمعة، في أحدث تصاعد للعنف والذي أثار مخاوف من الانزلاق إلى صراع أوسع نطاقاً.
إسرائيل تعترض قذيفة من غزة
تزامنت محاولات أمريكا لوقف التصعيد في الوقت الذي قال فيه الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين، إنه اعترض قذيفة صاروخية تم إطلاقها من قطاع غزة نحو إسرائيل، حيث قال إن منظومة القبة الحديدية الدفاعية اعترضت قذيفة صاروخية تم إطلاقها من قطاع غزة نحو إسرائيل يوم الإثنين 18 أبريل/نيسان 2022.
في حين لم تعلن أي جماعة فلسطينية على الفور عن مسؤوليتها. وذكرت إذاعة كان الإسرائيلية أن هذا أول هجوم من نوعه من غزة منذ سبعة أشهر.
منظومة دفاعية إسرائيلية لاستهداف صواريخ من غزة
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية، إن منظومة دفاعية تعمل بالليزر اجتازت لأول مرة اختباراً لاعتراض طائرات مسيرة وصواريخ وتهديدات جوية أخرى.
حيث سرّعت إسرائيل عملية إطلاق الصواريخ الاعتراضية التي تقوم في عملها على الليزر، في إطار خطة لاعتماد مثل هذه التكنولوجيا وتقليل التكاليف الباهظة التي تتكبدها حالياً لإسقاط المقذوفات القادمة.
فيما قال البريجادير جنرال يانيف روتيم، من قسم البحوث والتطوير بالوزارة: "غيّر الليزر قواعد اللعبة بفضل نظام التشغيل السهل والمزايا الاقتصادية الكبيرة"، وأضاف: "خطتنا هي وضع أجهزة إرسال ليزر متعددة على طول حدود إسرائيل خلال العقد المقبل".
في حين قالت وزارة الدفاع إن نظام الليزر تمكَّن من اعتراض طائرات مسيَّرة وقذائف مورتر وصواريخ وصواريخ مضادة للدبابات في مواقف مختلفة. وقال مسؤولون في وقت سابق، إن الصواريخ الاعتراضية ستستخدم الليزر لتسخين الطائرات المسيرة القادمة أو أنواع الصواريخ التي يفضلها المقاتلون المدعومون من إيران.
تضامن عربي وإسلامي مع المسجد الأقصى
من جانبها عبّرت تونس والجزائر، ومنظمة التعاون الإسلامي، الإثنين، عن تضامنها مع فلسطين، ورفضها لإجراءات إسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى.
جاء ذلك خلال اتصالات تلقاها وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، من نظيريه الجزائري والتونسي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وفق بيانات للخارجية الفلسطينية وصلت إلى الأناضول نسخ منها.
حيث تلقى المالكي مكالمة هاتفية من نظيره الجزائري رمطان لعمامرة "تعبيراً عن موقف الجزائر الداعم للحق الفلسطيني، والرافض لإجراءات إسرائيل بحق الأماكن المقدسة، وتحديداً استباحة المسجد الأقصى ومحاولة فرض التقاسم الزماني والمكاني فيه".
كما جدد لعمامرة "تأكيد الموقف الجزائري الثابت من القضية الفلسطينية، والداعم لها بدون أي تحفُّظ من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
في الوقت نفسه عبّر وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، في اتصال مماثل مع نظيره الفلسطيني، عن موقف بلاده "الداعم لنضالات الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسة التهجير والدمار والمصادرة والإحلال التي تقوم بها دولة الاحتلال".
التنسيق مع تونس
بدوره أكد المالكي لنظيره التونسي استعداد فلسطين للتنسيق مع تونس "في كيفية مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، ومنع إدخال أية تغييرات على الوضع القائم زمانياً بحكم أن المكان موقع إسلامي خالص".
يقصد بـ "الوضع القائم"، الوضع الذي كان بالمسجد الأقصى في العهد العثماني (1516-1917) واستمر خلال فترة الاحتلال البريطاني (1917-1948)، ثم الحكم الأردني حتى الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.
في السياق، تلقى المالكي اتصالاً هاتفياً من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، عبّر فيها عن "تضامن المنظمة بأعضائها وأمانتها العامة مع دولة فلسطين وشعبها (…) في مواجهة ما ترتكبه إسرائيل بحق القدس والمسجد الأقصى"، وأشار طه إلى "ثبات موقف المنظمة، واستعدادها للتواصل مع كافة دول العالم لنصرة الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه ومنع الاستفراد به".
تأتي الاتصالات مع وزير الخارجية الفلسطيني، في ظل توتر يسود مدينة القدس وساحات المسجد الأقصى، منذ أيام، وتخللته إصابات واعتقالات بين الفلسطينيين، بالتزامن مع اقتحامات مستوطنين إسرائيليين و"جماعات الهيكل" اليهودية للمسجد الأقصى، مع حلول عيد الفصح اليهودي.
جدير بالذكر أن قوات الأمن الإسرائيلية في حالة تأهب بعد سلسلة هجمات مميتة نفذها عرب في شوارع بإسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين. وتثير المواجهات عند المسجد الأقصى خطر تفجُّر صراع أوسع بين الإسرائيليين والفلسطينيين على غرار حرب غزة في السنة الماضية.