أعربت كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، الجمعة 15 أبريل/نيسان 2022، عن قلقها إزاء تصاعد العنف في مدينة القدس المحتلة، فيما أدانت دول ومنظمات عربيةٌ اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، خلال صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك.
فجر الجمعة، اندلعت مواجهات في المسجد الأقصى، بعد صلاة الفجر، إثر اقتحام الشرطة الإسرائيلية ساحاته، فيما قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 153 فلسطينياً أصيبوا، فيما قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 400 فلسطيني من ساحات المسجد.
ومنذ أيام، يسود التوتر بمدينة القدس وساحات المسجد الأقصى، في ظل دعوات مستوطنين إسرائيليين و"جماعات الهيكل" اليهودية إلى اقتحامات للأقصى، تزامناً مع عيد الفصح اليهودي.
من جانبهم، قال متحدثو وزارات الخارجية بالدول الأوروبية الأربع، في بيان مشترك: "نشعر بقلق بالغ إزاء مشاهد الاشتباكات وتصاعد العنف في القدس الشرقية"، حسبما نقلت وسائل إعلام أوروبية.
وشددت الدول في بيانها على استمرار التزامها "بدعم كل الجهود لتهدئة الوضع"، مشيرة إلى أهمية تحقيق "حل الدولتين".
إدانات عربية
فيما أدانت دول ومنظمات عربية اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، خلال صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك.
جاء ذلك وفق بيانات رسمية في مصر والجزائر والكويت وقطر والأردن ولبنان ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج، وحركة "النهضة" التونسية.
حيث أدانت الخارجية المصرية في بيان، "اقتحام القوات الاسرائيلية المسجد الأقصى، وما تبع هذا الاقتحام من أعمال عنف تعرض لها الفلسطينيون في باحات المسجد".
ودعا البيان إلى "ضرورة ضبط النفس وتوفير الحماية الكاملة للمصلين المسلمين والسماح لهم بأداء الشعائر الاسلامية في المسجد الأقصى الذي يُعد وقفاً إسلامياً خالصاً للمسلمين".
كما أكدت مصر "رفض العنف والتحريض بكافة أشكاله، بما في ذلك الدعوات المُطالبِة باقتحام المسجد الأقصى خلال شهر رمضان"، محذرة من مغبة ذلك على الاستقرار والأمن في الأراضي الفلسطينية والمنطقة.
بدورها، اعتبرت الخارجية الجزائرية في بيان، "الاعتداءات الإسرائيلية انتهاك فاضح لقدسية وحرمة المسجد وتعدياً سافراً على كل القرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة".
ودعت الجزائر "المجتمع الدولي وبالخصوص مجلس الأمن، إلى التحرك من أجل وضع حد لهذه الاستفزازات العدوانية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وأماكنه المقدسة".
فيما أعربت الخارجية الكويتية في بيان، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لـ"اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين الفلسطينيين".
أوضح البيان أن "هذه الاعتداءات تعتبر تصعيداً خطيراً وانتهاكاً للمواثيق والقرارات الدولية، ومدعاةً لتغذية التطرف والعنف وتقويض استقرار المنطقة".
ودعت الكويت "المجتمع الدولي لاسيما مجلس الأمن، إلى تحمل مسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق والأماكن المقدسة ولجم اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي".
من جانبها، اعتبرت الخارجية القطرية في بيان، أن "قيام قوات الاحتلال باقتحام المسجد القبلي واعتقال المصلين داخله يعد إضافة جديدة للانتهاكات المتكررة لحرمة المسجد".
وأوضح البيان أن تلك الممارسات "تعد استفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم في شهر رمضان المبارك، وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية".
كما طالبت قطر بـ"ضرورة التحرك الدولي بشكل عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق والمسجد الأقصى المبارك"، حسب البيان ذاته.
بدوره، أدان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، "بشدةٍ" اقتحام قوات إسرائيلية، المسجد الاقصى، واصفاً ذلك بأنها "جريمة متمادية تهدف إلى تغيير وجه القدس العربي".
وأفاد بيان صادر عن مكتب رئاسة الحكومة بأن "ميقاتي أدان بشدةٍ اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلية المسجد الأقصى وانتهاك حرمته والاعتداء على المصلين".
في وقت سابق من الجمعة، حذَّر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، من أن التصعيد في المسجد الأقصى بمدينة القدس، "يهدد بتفجير الأوضاع، ويقوض كل الجهود للحفاظ على التهدئة الشاملة".
وقال الصفدي خلال اتصال مع الأمين العام للجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، إن تلك الاعتداءات تعد "تصعيداً خطيراً ومداناً يهدد بتفجر الأوضاع، وخرقاً صارخاً لمسؤولية إسرائيل بصفتها قوة الاحتلال".
فيما اعتبرت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، الاعتداءات الإسرائيلية "تصعيداً خطيراً على مشاعر الأمة الإسلامية جمعاء، وانتهاكاً صارخاً للقرارات والمواثيق الدولية".
حمّل البيان "الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار مثل هذه الجرائم والاعتداءات اليومية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته".
ودعت المنظمة "مجلس الأمن الدولي إلى التحرك لوضع حد لهذه الانتهاكات المتكررة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وللأماكن المقدسة، ومنع تكرار هذه الاعتداءات التي من شأنها تغذية الصراع الديني والتطرف وعدم الاستقرار بالمنطقة".
من جانبه قال مجلس التعاون لدول الخليج، في بيان، إن "تصعيد الاحتلال الإسرائيلي يشكل انتهاكاً صارخاً، وتصرف مدان ومرفوض، وتصعيداً خطيراً".
وشدد الأمين العام نايف الحجرف، على "ضرورة احترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس المحتلة ومقدساتها ووقف كل الإجراءات غير الشرعية".
كما طالب الحجرف "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للحفاظ على سلامة المسجد الأقصى والمصلين، وتقيد إسرائيل بالتزاماتها كقوةٍ قائمةٍ بالاحتلال وفق القانون الدولي الإنساني".
بدورها استنكرت حركة "النهضة" التونسية في بيان، "هذه الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين، خاصةً استباحة المسجد الأقصى في شهر رمضان؛ لما فيه من استفزاز متعمد لمشاعر المسلمين".
كما دعت المجتمع الدولي إلى "التدخل العاجل لإنقاذ الأرواح وفرض احترام المقدسات وعدم تدنيسها وإيقاف الاعتداءات بالقتل والاعتقال بحق المصلين ورواد المسجد الأقصى".
كذلك، نددت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع (غير حكومية) بـ"الهجوم الغادر الذي تعرض له المصلون الفلسطينيون بالمسجد الأقصى، وبالعدوان الصهيوني المتواصل ضد الشعب الفلسطيني".
وأعلنت الجبهة في بيان، عزمها تنظيم "وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني واحتجاجية بالرباط مساء أمام مبنى البرلمان".
بدوره، أعلن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إدانته القوية "لما تقوم به الآلة العسكرية الصهيونية وجماعات المستوطنين من اعتداءات يومية تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني".
واستنكر الاتحاد، في بيان، "صمت المنتظم الدولي إزاء استمرار الكيان الصهيوني في استباحة المقدسات الإسلامية وغيرها بفلسطين المحتلة…".