بعد الضجة التي أثارتها تهديدات متطرفين يهود بذبح قرابين الفصح داخل المسجد الأقصى في القدس المحتلة، سارع المسؤولون في إسرائيل للادعاء بأنها مجرد "مزاعم كاذبة"، واتخذت قرارات بحق المسؤول عن نشر تلك الدعوات.
فقد أعلنت الشرطة الإسرائيلية الأربعاء 13 أبريل/نيسان 2022، أنه تقرر إبعاد المسؤول عن نشر دعوات لتقديم القرابين بالحرم القدسي عن البلدة القديمة حتى منتصف مايو/أيار المقبل، فيما قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: "المزاعم بأن يهوداً ينوون ذبح القرابين بالمسجد الأقصى كاذبة تماماً".
كانت جماعات استيطانية إسرائيلية، قد قالت في منشورات عبر شبكات التواصل الاجتماعي إنها تعتزم ذبح قرابين الفصح بالمسجد الأقصى، وحثّت أتباعها على محاولة القيام بذلك. ويبدأ عيد الفصح اليهودي، يوم الجمعة 15 أبريل/نيسان ويستمر أسبوعاً.
"قرابين الفصح" في الأقصى
من جهته، نفى متحدث رسمي إسرائيلي، صحة أنباء عن نية مستوطنين، ذبح قرابين الفصح اليهودي، داخل المسجد الأقصى، بمدينة القدس.
إذ قال أوفير جندلمان، المتحدث بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في تغريدة على تويتر: "المزاعم التي ادعت بأن هناك يهوداً ينوون ذبح القرابين في الحرم الشريف (المسجد الأقصى) كاذبة تماماً".
كما أضاف المسؤول الإسرائيلي: "نَصون الوضع القائم، في الأماكن المقدسة، ولن نسمح بالإخلال بالأمن والنظام العام بالقدس، أو في أي مكان آخر".يُقصد بـ"الوضع القائم"، ما كان عليه الحال خلال فترة حكم الدولة العثمانية، واستمر خلال الانتداب البريطاني على فلسطين (1917-1948) ثم الحكم الأردني (1948-1967).
بدورها، قالت الشرطة الإسرائيلية في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه لوكالة الأناضول: "في الأيام الأخيرة، تم تداول منشورات كاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الحرم القدسي والأماكن المقدسة".
كما أضافت: "نوضح أنه كما هو الحال في كل عام خلال هذه الفترة: تهدف هذه المنشورات إلى إثارة الفتنة والتحريض وتضليل الجمهور عمداً".
إبعاد يهودي وراء الدعوة
في إشارة الى الإسرائيلي الذي شجّع مستوطنين على تقديم قرابين في المسجد الأقصى، خلال عيد الفصح، أضافت الشرطة: "من المهم أن ننوّه إلى أن المشتبه به الذي كان مسؤولاً عن نشر دعوة للآخرين للعمل بما يخالف القوانين، فقد تم بالفعل إبعاده من قبل قوات الأمن من منطقة البلدة القديمة في القدس، وفقاً لأمر قانوني، حتى منتصف الشهر المقبل".
كانت الرئاسة الفلسطينية والفصائل، بما فيها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد حذرت من مغبة السماح للجماعات الاستيطانية، بتقديم قرابين الفصح اليهودي في المسجد الأقصى.
فيما تسمح إسرائيل، أحادياً، منذ العام 2003 لمستوطنين إسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى ولكنها لم تسمح لهم بتقديم قرابين الفصح اليهودي داخل ساحات المسجد.
حماس تُحذر وتتوعد
من جهتها، أصدرت حركة حماس الفلسطينية بياناً، الأربعاء، حذرت فيه إسرائيل من تنفيذ ما قالت إنه "مخطط" لذبح القرابين في المسجد الأقصى، مؤكدة أنها والشعب الفلسطيني لن يسمحا بذلك "مهما كلف الثمن".
حماس قالت في بيانها، الذي تداولته وسائل ومنصات عبر مواقع التواصل: "نحذّر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قادة الاحتلال والجماعات الصهيونية من تنفيذ مخطط (ذبح القرابين) فيما يُسمّى عيد الفصح، وممارسة طقوسهم الاستفزازية في باحات المسجد الأقصى المبارك".
كما شددت حماس على أنَّ ذلك "يمثّل تصعيداً خطيراً يتجاوز كل الخطوط الحُمْر، كما أنَّه اعتداء مباشر على عقيدة ومشاعر شعبنا وأمَّتنا في هذا الشهر الفضيل، نحمّلهم مسؤولية تداعياته كافّة".
البيان الذي جاء تحت عنوان "هذا بيان للناس"، شددت فيه حماس على أنّ "جماهير شعبنا الفلسطيني بكل مكوّناته؛ أهلنا المرابطين في القدس، والثائرين في عموم الضفة الغربية المحتلة، والصامدين في قطاع غزّة، والداخل المحتل، وفي الشتات، لن يسمحوا بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي، وسيقفون بكلّ قوّة وبسالة لإحباطه، والتصدّي له".
بينما جددت الدعوة للشعب الفلسطيني من أجل "شدّ الرّحال والرّباط في المسجد الأقصى المبارك، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد للدفاع عن الأقصى والمقدسات، والوقوف سدّاً منيعاً كالبنيان المرصوص، ردعاً للمتطرّفين وكبحاً لجماحهم، وانتصاراً وحماية للقدس والأقصى".