قالت البحرية الأمريكية، الأربعاء 13 أبريل/نيسان 2022، إنها بصدد تشكيل قوة جديدة متعددة الجنسيات، ستتصدى لتهريب الأسلحة في المياه المحيطة باليمن، وذلك في أحدث رد عسكري أمريكي على هجمات الحوثيين على السعودية والإمارات.
تأتي هذه الجهود في أعقاب سلسلة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، شنها الحوثيون هذا العام على البلدين الخليجيين، اللذين تلقيا منذ ذلك الحين مساعدات عسكرية أمريكية إضافية، لكنهما يعتبران أن الولايات المتحدة تُقلّص التزامها تجاه المنطقة.
اللواء براد كوبر، الذي يشرف على الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، قال إن القوة الجديدة ستعمل اعتباراً من يوم الأحد 17 أبريل/نيسان 2022، في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وستستهدف أيضا التصدي للاتجار بالبشر وتهريب المخدرات والسلع غير المشروعة الأخرى.
أضاف كوبر في اتصال هاتفي مع الصحفيين: "هذه مياه مهمة من الناحية الاستراتيجية تستدعي اهتمامنا".
ستتألف القوة مما يتراوح بين سفينتين وثماني سفن، وهي جزء من القوات البحرية المشتركة المكونة من 34 دولة، والتي يقودها كوبر أيضاً، ولديها ثلاث فرق عمل أخرى في مياه قريبة تستهدف أنشطة التهريب والقرصنة.
كوبر لفت أيضاً إلى أن القوات المشتركة ستشهد انضمام سفينة "يو إس إس ماونت ويتني" وهي سفينة قيادة برمائية من فئة "بلو ريدج"، كانت في السابق جزءاً من الأسطول السادس للبحرية الإفريقية والأوروبية.
في سياق متصل، ورداً على سؤال حول الصواريخ والطائرات المسيرة التي يستخدمها الحوثيون لمهاجمة السعودية والإمارات، قال كوبر إن القوة الجديدة ستؤثر على قدرة الحوثيين على الحصول على مثل هذه الأسلحة، وأضاف: "سنكون قادرين على القيام بذلك بشكل حيوي ومباشر أكثر مما نفعله اليوم".
من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي، قالت إنه تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قوله إن المياه بين الصومال وجيبوتي واليمن كانت "ممرات تهريب" معروفة للأسلحة المتجهة إلى الحوثيين، مضيفاً أن "القوة الدولية الجديدة ستتابع بالتأكيد هذه القضية".
كان الحوثيون قد استولوا مؤخراً على سفينة إماراتية في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، لكن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، أكد في بيان، أن السفينة كانت تحمل معدات طبية.
كذلك لطالما اتُهمت إيران بتهريب أسلحة إلى الحوثيين استخدمها مقاتلو الجماعة اليمنية في ضربها لأهداف بالسعودية، وهي تهمة تنفيها طهران.
كانت أمريكا قد قدّمت مساعدات عسكرية إضافية للسعودية والإمارات هذا العام في أعقاب هجمات الحوثيين على البلدين، لكن مصادر دبلوماسية نقلت عنها وكالة رويترز، قالت إن دول الخليج ما زالت غير مقتنعة بأن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم المنطقة.
يأتي إطلاق القوة الجديدة أيضاً وسط هدنة لمدة شهرين في حرب اليمن، المستمرة منذ ما يقرب من سبع سنوات، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وشردت ملايين آخرين.