تداول ناشطون ووسائل إعلام فلسطينية صوراً لمنشورات نشرتها جماعات المستوطنين المتشددة، تعلن فيها عن جوائز مالية لمَن يتمكن من اقتحام المسجد الأقصى وتقديم "قرابين تلمودية" بداخله، وذلك بما يوافق عيد الفصح اليهودي، خلال أيام شهر رمضان المبارك.
يشار إلى أن الدعوات والتهديدات قد تصاعدت من قبل "جماعات الهيكل" المزعوم الصهيونية وحاخاماتها لاقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال ما يعرف بـ"عيد الفصح" العبري الذي يتزامن هذا العام مع منتصف شهر رمضان.
حركة "عائدون إلى جبل الهيكل" الصهيونية أعلنت عن تقديم مكافآت مالية لمن ينجح من المستوطنين في اقتحام المسجد الأقصى وتقديم ما سموه بقرابين عيد الفصح.
ضمَّت الدعوات مكافأة مالية مقدارها عشرة آلاف شيكل "حوالي 3100 دولار"، لمن يتمكن من إدخال قرابين إلى المسجد الأقصى المبارك، وذبحها هناك، يوم الجمعة الرابع عشر من شهر رمضان.
كما وعدت المستوطنين مَن يتمكن مِن إدخال الجدي دون أن يستطيع ذبحه بمكافأة تعويضية قدرها 800 شيكل "250 دولاراً"، ومن يحاول ويفشل ويعتقل قبل ذلك يكافأ بمنحة مقدارها 400 شيكل "125 دولاراً".
كانت جماعات المعبد المتطرفة نفذت محاكاة لتقديم القربان ملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك الثلاثاء، إلا أن معظم حاخاماتها قد باتوا مقتنعين بأن الوقت قد حان لتقديم القربان داخل الأقصى بعد المسيرة الطويلة من المحاولة المتكررة لفعل ذلك فعلياً.
ما هي "قرابين عيد الفصح"؟
قرابين الدم (ذبح الخراف) هي المقصد الأسمى من طقوس عيد الفصح، إذ تُجهَّز الخراف في مزرعة محمية ومعقمة وبعيدة عن كل الشوائب، حيث تتم تربيتها في مزرعة خاصة في منطقة غور الأردن قرب أريحا بعيداً عن الضوضاء. ثم يتم ذبحها من قبل الحاخام الأكبر وحرقها ونشر دمها في صحن قبة الصخرة بالمسجد الأقصى.
ومنذ إنشاء دولة إسرائيل قبل ما يزيد عن سبعة عقود، لم يجرؤ أي من الحاخامات ومنتسبي المدارس الدينية في إسرائيل، على ممارسة طقوس عيد الفصح داخل ساحات المسجد الأقصى. إلا أن جماعات الهيكل ترى أن هناك تغييراً جذرياً في مواقف الحاخامية العليا ووزارة الأديان بخصوص بناء الهيكل هذا العام، نظراً للظروف الداخلية والدولية والإقليمية التي قد تساعد على مثل هذه الخطوة.
وبدأت الاستعدادات لهذا الحدث، إذ قامت جماعات الهيكل بنصب خيمتين في ساحة القصور الأموية جنوب ساحة البراق استعداداً لاحتفالات الجمعة القادم، كما وضعت جماعات الهيكل على موقعها الإلكتروني خطة بديلة تفادياً لأي مفاجآت قد تعكر احتفالاتهم في هذا اليوم المنتظر منذ عقود وسنوات طويلة لإكمال طقوس عيد الفصح.
يعتقد اليهود أن تقديم قرابين الدم في عيد الفصح داخل المسجد الأقصى، لن يكون كما قبله، أي أنها إشارة لتنفيذ مخطط هدم مكونات المسجد الأقصى واستباحته بالكامل، وبدء العمل لإقامة المعبد الثالث من الناحية العملية؛ لأن الجماعات الصهيونية ترى أنها أقامته من الناحية الروحية عبر الاقتحامات المستمرة وإقامة الصلوات، وبالتالي فإن الخطوة القادمة هي إقامة الشعائر اليهودية الكبرى.
هذا الحدث الذي لم يجد صدى إعلامياً بعد، لكنه يقابل باهتمام وتركيز أمني إسرائيلي، إذ بدأت قوات الشرطة الإسرائيلية والجيش هذا الأسبوع بفرض قيود على دخول المقدسيين للمسجد الأقصى بأعداد كبيرة، وتحديداً باب العامود الذي تتركز فيه جماعات الهيكل، بهدف خفض مستوى الاحتقان والمواجهات لأدنى حدودها الممكنة.
أمام هذا الحدث المرتقب، تتجهز الفصائل والشارع الفلسطيني لمحاولة منع مثل هذا الحدث الاستفزازي، إذ قال مصدر في الفصائل الفلسطينية في تصريح إعلامي، إن مخطط المستوطنين لذبح القرابين في المسجد الأقصى يعد تجاوزاً للخطوط الحمراء، لأنه يمثل استفزازاً لمشاعر العرب والمسلمين، وبمثابة لعب في النار.