كشف وزير الاستثمار المصري الأسبق، يحيى حامد، عن موقف قال إنه حصل بين الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، والحالي عبد الفتاح السيسي عندما كان الأخير وزيراً للدفاع إبان حكم مرسي، مشيراً إلى أن هذا الموقف يقدم صورة مغايرة لما يعكسه مسلسل "الاختيار 3" الذي يعرض حالياً.
الوزير حامد تحدّث في تغريدة نشرها على حسابه بتويتر، الأحد 10 أبريل/نيسان 2022، عن أن مسلسل "الاختيار 3" يبجل من الصورة الشخصية للرئيس السيسي، من خلال إظهار مواقفه الحاسمة أمام مرسي.
لكن حامد أشار إلى أنه وآخرين كانوا شهود عيان على طريقة تعامل السيسي مع مرسي، واتهم حامد الرئيس المصري الحالي بأنه كان "يتزلف" لمرسي ويحاول مراراً إظهار الولاء له.
يروي حامد تفاصيل شهادته لما فعله السيسي في قصر الاتحادية، وقال: "كنت شاهداً في قصر الاتحادية، وعقب تعيين السيسي بفترة وجيزة، وأثناء إحدى الزيارات له للاجتماع مع سيادة الرئيس، خرج السيد الرئيس بعدها كعادته للصلاة مع الموجودين في القصر".
يضيف حامد: "بعد الانتهاء من الصلاة وجدنا السيسي يذهب ليحمل حذاء الرئيس ليضعه أمامه، نظر الرئيس مرسي له مستغرباً وقال له (إيه اللي بتعمله ده يا عبد الفتاح)"، على حد قوله.
بحسب رواية حامد، فإن هذا "السلوك كانت متكرراً من طرف السيسي في أكثر من موقف"، وتابع أن "الصور الواردة أثناء لقاءاته (السيسي) بالسيد الرئيس (مرسي) وهو ينظر دائماً إلى الأرض أو يجلس على حافة المقعد تؤكد أنه كان أبعد ما يكون عن هذه الهالة التي يريد أن يرسمها لنفسه بعد كل هذه السنوات لعلاج مركب النقص الذي يعاني منه".
ختم الوزير تغريدته بالقول: "نعم كان هناك خيانة، ولكن مهم أن يعلم الجميع أن هذا الشخص كان ضئيلاً جداً أمام السيد الرئيس، ممكن أن يأتي بكاتب سيناريو يحاول أن يضخم من ذاته، ولكن كلما رأيت ما يريد أن يفعل دائماً أتذكر حذاء الرئيس"، بحسب تعبيره.
هذه الشهادة من الوزير حامد، علّق عليها المرشح الرئاسي الأسبق في مصر، أيمن نور، وكتب: "أشهد بصحة واقعة المسجد وكنت حاضراً".
أثارت شهادة حامد تفاعلاً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي، وتعددت الآراء بين تأييد لما قاله حامد وأخرى مشككة بالرواية، فيما طلب منه آخرون أن يذكر مزيداً من شهاداته عما رأى داخل قصر الاتحادية عندما عمل في إدارة الرئيس الراحل مرسي.
تأتي شهادة الوزير المصري الأسبق، بالتزامن مع عرض مسلسل "الاختيار 3" الذي يتحدث عن التطورات التي شهدتها مصر خلال العام 2013، والتي أدت إلى الإطاحة بحكم مرسي، ويجسد المسلسل شخصيات بارزة، بينها مرسي والسيسي، والمشير الراحل حسين طنطاوي.
يأتي هذا المسلسل بإنتاج ضخم من شركة "سينرجي" المملوكة للمخابرات المصرية، ويشارك فيه نجوم مصريون بارزون، من بينهم خالد الصاوي، وأحمد السقا، وكريم عبد العزيز، وأحمد عز.
يقدم المسلسل صورة قوية عن الرئيس السيسي، ويظهره في مناسبات عدة على أنه كان يتحدى مخططات "جماعة الإخوان" وقراراتها في إدارة البلاد، ويظهر أن الجماعة كانت تتصرف بطريقة تضر بمصر وجيشها.
بعض المشاهد في المسلسل دفعت مصريين للمقارنة بين صور سابقة أظهرت طريقة وقوف السيسي إلى جانب مرسي، وبين الصورة التي يظهر فيها السيسي أمام مرسي في المسلسل.
انقسمت آراء مصريين على شبكات التواصل حول المسلسل، فالبعض أيَّد المسلسل ورأى أنه يوثق مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ مصر، أفضت إلى إنهاء حكم "الإخوان".
لكن البعض الآخر هاجم المسلسل ورأى أنه "تزوير" لما حدث في مصر عام 2013، ووصفوا ما فعله السيسي آنذاك بأنه كان انقلاباً على حكم أول رئيس مصري منتخب ديمقراطياً في البلاد.