أغلق مستوطنون إسرائيليون، مساء الأحد 10 أبريل/نيسان 2022، شوارع في وجه المركبات الفلسطينية، شمالي الضفة الغربية المحتلة، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن صدمته من قتل جيش الاحتلال للشهيدة الفلسطينية غادة سباتين بالرصاص جنوبي الضفة.
حيث قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة (رسمي) غسان دغلس، في بيان صحفي مقتضب، إن "عشرات المستوطنين انتشروا على مفارق الطرق المؤدية لمدينة نابلس، شمالي الضفة".
دغلس أوضح أن "المستوطنين انتشروا بالقرب من حاجز حوارة جنوب نابلس وحاجز بيت فوريك شرقاً، وعلى الطريق الواصل بين جنين ونابلس، وقرب حاجز عناب غرب المدينة".
كما أفاد أن "المستوطنين أغلقوا الطرق أمام مركبات الفلسطينيين".
بدورها، أكدت وكالة الأناضول أن "الجيش الإسرائيلي نصب حاجزاً ميدانياً في بلدة حوارة جنوبي نابلس، لمنع مرور المركبات الفلسطينية، بسبب تجمع المستوطنين عند حاجز حوارة".
فيما أضافت أن "الشارع الالتفافي الواصل بين حوارة جنوباً وحتى دير شرف غرباً أغلق بالكامل، بسبب تجمع المستوطنين عند مستوطنة يتسهار".
في حين لفتت إلى أن "هذه الإغلاقات دفعت بالفلسطينيين إلى سلك شوارع بديلة طويلة للوصول إلى منازلهم في شمال الضفة".
إدانات لقتل الشهيدة غادة سباتين
في غضون ذلك، أعرب الاتحاد الأوروبي عن صدمته من قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي لسيدة فلسطينية بالرصاص جنوبي الضفة الغربية المحتلة الأحد.
إذ قال الاتحاد الأوروبي، في بيان عبر "تويتر" الأحد: "مصدومون من مقتل سيدة فلسطينية على يد قوات الأمن الإسرائيلية بالقرب من بيت لحم، خالص تعازينا لأسرتها"، مؤكداً أن "مثل هذا الاستخدام المفرط للقوة المميتة ضد مدني أعزل هو أمر غير مقبول".
كذلك طالب الاتحاد بـ"التحقيق في هذا الحادث على وجه السرعة وتقديم الجناة إلى العدالة (المحاكمة)".
بدوره، أدان الأزهر الشريف "وحشية جنود الاحتلال الصهيوني، وتعمد قتل السيدة الفلسطينية"، لافتاً إلى أن "الجنود وجَّهوا صوبها النيران في مشهد تنفطر له القلوب".
وقال مرصد الأزهر، وهو تابع لمشيخة الأزهر، في بيان، إن "هؤلاء الجنود بسجلهم الإجرامي الحافل بالوحشية والانتهاكات لم يرعوا حرمة الدم أو شهر رمضان (الجاري)"، منوهاً إلى أن إسرائيل ترتكب "هجمة مستعرة (بحق الفلسطينيين) تنذر بتصعيد خطير".
في حين طالب مرصد الأزهر الشريف المجتمع الدولي بالتدخل لوقف تلك الجرائم المتكررة على الفور.
في وقت سابق من يوم الأحد، قتل جنود إسرائيليون غادة سباتين (47 عاماً) بالرصاص عند مدخل بلدتها حوسان بمحافظة بيت لحم.
بينما لم تكُن الضحية، وهي أرملة وأم لستة أطفال وتعاني صعوبة في الرؤية، تشكل أي تهديد للجيش الإسرائيلي، إذ نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصدر في الجيش أنه لم يُعثر بحوزتها على سكين ولا ذخيرة.
توتر متزايد
يشار إلى أنه منذ بداية شهر مارس/آذار الماضي، تشهد إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة توتراً شديداً في ظل اعتداءات إسرائيلية يرد عليها الفلسطينيون بهجمات.
فخلال تلك الفترة، قتل الجيش الإسرائيلي 17 فلسطينياً في الضفة الغربية، بما فيها شرقي مدينة القدس، في حين قُتل 14 إسرائيلياً، وهو الأمر الذي جعل القوات الإسرائيلية في حالة تأهب.
أما خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني ومنتصف ديسمبر/كانون الثاني 2021 قتل الجيش الإسرائيلي 324 فلسطينياً وأصاب نحو 17 ألفاً في الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس، وقطاع غزة، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي ينتهج فيه الجيش الإسرائيلي سياسة "يد خفيفة على الزناد" ضد الفلسطينيين، أي يطلق النار دون تريث ولا مبرر معتبر.
فقد سبق أن قتل جيش الاحتلال عشرات الفلسطينيين خلال الفترة الأخيرة من دون أن يشكلوا أي تهديد لقواته.
جدير بالذكر أن حوالي 650 ألف إسرائيلي متطرف يعيشون في أكثر من 130 مستوطنة تم بناؤها منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية.