قال مسؤولون أوكرانيون، السبت 9 أبريل/نيسان 2022، إن بعض المواقع في محطة تشيرنوبيل المحظورة بها "مستويات إشعاع مرتفعة بدرجة غير طبيعية"، وقالوا إن القوات الروسية حفرت خنادق وحاولت بناء تحصينات حين احتلت المكان، قبل أن تنسحب منه مؤخراً.
موقع Axios الأمريكي، الذي أورد الخبر، أشار إلى أن هذه المنطقة أصبحت واحدة من أكثر الأماكن سمية في العالم، بعد الكارثة التي حلّت بمحطة تشيرنوبيل عام 1986.
بينما لم تستطع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقق على الفور من مزاعم وجود غبار مشع في مواقع من المنطقة المعروفة باسم "الغابة الحمراء"، لكنها قررت إرسال فريق إلى المنطقة لتقييم الأضرار.
مخاوف من زيادة التلوث الإشعاعي
قال رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في بيان السبت، إنه رغم "زيادة مستوى التلوث الإشعاعي… بسبب عدم الامتثال لمتطلبات السلامة الإشعاعية وإجراءات المرور الصارمة"، كان الوضع الإشعاعي "ضمن الحدود" في هذا الموقع.
بينما أوضح فاليري سيميونوف، كبير مهندسي السلامة في محطة تشرنوبيل النووية، لصحيفة The New York Times، السبت، أن القوات الروسية "تجاهلت" تحذيرات المهندسين من مخاطر الإشعاع المرتبطة بحفر الخنادق بعد سيطرتها على المحطة.
كما قال سيميونوف: "جاؤوا وفعلوا كل ما أرادوه" في المنطقة المحيطة بالمحطة الواقعة على بعد حوالي 80 ميلاً (قرابة 129 كم) شمال كييف.
فيما قال الجندي الأوكراني إيهور أوغولكوف لشبكة CNN التي زارت تشيرنوبيل، إن الجنود الروس "توجهوا إلى الغابة الحمراء وجلبوا معهم مواد مشعة علقت بأحذيتهم بعد عودتهم".
أضاف أوغولكوف: "الأماكن الأخرى على ما يرام، لكن الإشعاع زاد لأنهم كانوا يعيشون هنا".
السيطرة على محطة تشيرنوبيل النووية
أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن القوات الروسية أجبرت حوالي نصف موظفي محطة تشيرنوبيل على البقاء في المنشأة لأكثر من ثلاثة أسابيع، قبل أن تطلق سراح 64 عاملاً نهاية الشهر الماضي.
فيما احتُجز نحو 170 من أفراد الحرس الوطني الأوكراني رهائن في قبو المحطة، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC، التي زارت المنطقة هذا الأسبوع.
إذ قال أولكسندر لوبادا، مشرف السلامة من الإشعاع في المحطة، للهيئة، إن المهندسين "كان عليهم أن يتفاوضوا باستمرار" مع الجنود الروس و"يحاولوا جاهدين ألا يسيئوا إليهم، حتى يسمحوا لموظفينا بإدارة المنشأة".
فقد اضطرت المحطة إلى الاعتماد على مولدات الديزل المخصصة لحالات الطوارئ ثلاثة أيام، مطلع شهر مارس/آذار، بعد تعطُّل خطوط الكهرباء، والتخوفات من أن تبريد المواد المشعة المخزنة هناك قد يتعطل، وبالتالي يحدث تسرب إشعاعي قد تنقله الرياح إلى أجزاء أخرى من أوروبا.
قال لوبادا لشبكة BBC، إنه حين انقطعت الكهرباء عن المحطة حاول "العثور على وقود كي يستمر المولد في عمله" و"سرق" بعضه من القوات الروسية. وأضاف أولكسندر: "لو فقدنا مصدر الطاقة لوقعت كارثة، ولحدث تسرّب إشعاعي".