قالت مجلة "Business Insider" في تقرير نشره يوم الجمعة 8 أبريل/نيسان 2022 إن نحو 60 مظلياً روسياً من وحدات النخبة رفضوا القتال في أوكرانيا، وذلك بعد أن تكبَّدت وحدتهم خسائر فادحة منذ انطلاق الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط 2022.
حيث نقلت المجلة الأمريكية عن صحيفة "Pskovskaya Gubernia" الروسية المستقلة أن العديد من المظليين الروس الذي رفضوا القتال في أوكرانيا إما فُصلوا من وظائفهم أو تم تهديد البعض منهم بالملاحقة الجنائية بتهمة الفرار من الخدمة أو عدم الامتثال للأوامر العسكرية.
جنود من المظلات الروسية يرفضون القتال في أوكرانيا
في سياق متصل، وحسبما نشرت "بزنس إنسايدر" فقد أكد الناشط المحلي نيكولاي كوزمين، وهو عضو أيضاً في حزب روسي معارض، صحة المعلومات التي أوردتها الصحيفة الروسية المستقلة.
حيث قال كوزمين إنه تحدث إلى سائق قام بإعادة بعض المظليين من بيلاروسيا إلى قاعدة بسكوف الروسية، وهي قاعدة مهمة للقوات الروسية المحمولة جواً، وذكرت "بزنس إنسايدر" أن القوة المحمولة جواً التابعة للجيش الروسي تكبَّدت خسائر فادحة في أوكرانيا، مما أضر بسمعتها باعتبارها قوات النخبة.
في سياق ذي صلة قالت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، في تقرير نشرته يوم السبت 9 أبريل/نيسان 2022 إن جنرالاً روسياً لقي مصرعه في أوكرانيا، ليكون بذلك القائد العسكري الرفيع التاسع الذي تخسره موسكو منذ شنها للغزو في 24 فبراير/شباط 2022.
حيث أفادت الصحيفة أن السلطات في مدينة أوزيرسك وسط روسيا نظمت جنازة للعقيد ألكسندر بيسبالوف، الذي كان يقود فوج الحرس 59 للدبابات، يوم الجمعة.
حرب شرسة ضد روسيا
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت إن أوكرانيا مستعدة لخوض معركة شرسة ضد القوات الروسية، في حين قام رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بلقائه في كييف وتقديم مساعدات مالية وعسكرية جديدة.
حيث إن جونسون هو أحدث مسؤول أجنبي يزور كييف بعد انسحاب القوات الروسية من مناطق شمال العاصمة قبل نحو أسبوع. ولم يتم الإعلان مسبقاً عن الزيارة.
كذلك وفي وقت سابق من يوم السبت التقى الرئيس الأوكراني بالمستشار النمساوي كارل نيهامر في كييف وحذر، في مؤتمر صحفي مشترك معه، من تصاعد التهديد لشرق البلاد على الرغم من انحساره حول العاصمة، وقال زيلينسكي: "نعم، القوات (الروسية) تحتشد في شرق (أوكرانيا)".
كما أضاف: "ستكون معركة صعبة. نثق في قدرتنا على القتال والنصر. نحن مستعدون للقتال والبحث عن سبل دبلوماسية من أجل إنهاء هذه الحرب".
دوي صفارات الإنذار في شرق أوكرانيا
في الوقت نفسه دوَّت صفارات الإنذار من الضربات الجوية في المدن بأنحاء شرق أوكرانيا الذي صارت العملية العسكرية الروسية تركز عليه في الأسابيع الماضية، بعد الانسحاب من المناطق القريبة من العاصمة كييف.
فيما حث مسؤولون أوكرانيون المدنيين في شرق البلاد على الفرار. وفي الجمعة قال مسؤولون إن أكثر من 50 شخصاً قُتلوا في هجوم صاروخي على محطة قطارات في مدينة كراماتورسك بمنطقة دونيتسك، حيث يتجمع آلاف الأشخاص سعياً للفرار من المنطقة.
يذكر أن الغزو الروسي، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط 2022، تسبب في فرار أكثر من أربعة ملايين شخص إلى الخارج وقتل وجرح الآلاف، فضلاً عن تشريد ربع السكان وتحويل مدن إلى أنقاض.
كما أدى سقوط الضحايا المدنيين إلى موجة إدانات دولية خاصة بسبب القتلى في بلدة بوتشا التي كانت تحت الاحتلال الروسي حتى الأيام القليلة الماضية، وقال شرطي في بوتشا يدعى بودان زوبتشوك وهو يصف حياته قبل وبعد الحرب: "لن ننسى أبداً كل ما رأيناه هنا، وسيبقى معنا طوال حياتنا".
في حين تنفي روسيا استهداف المدنيين منذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين بالغزو في 24 فبراير/شباط 2022 في "عملية عسكرية خاصة" ترمي إلى نزع سلاح أوكرانيا و"اجتثاث النازية" فيها. وترفض أوكرانيا والغرب موقف الكرملين باعتباره ذريعة لغزو غير مبرر.