فرض الجيش الإسرائيلي، الجمعة 8 أبريل/نيسان 2022 قيوداً على وصول فلسطينيي الضفة الغربية إلى مدينة القدس، بعد توافد الآلاف من أجل أداء أول صلاة جمعة في شهر رمضان في المسجد الأقصى، في ظل استنفار أمني بسبب العمليات التي يشهدها الداخل الفلسطيني المحتل مؤخراً.
وحسب شهود عيان تحدثوا لوكالة "الأناضول"، فإن الجيش الإسرائيلي عزز قواته على المعابر المؤدية إلى مدينة القدس، ودقّق في هويات الفلسطينيين، ورفض دخول بعضهم.
وشهد معبر قلنديا شمالي القدس، وحاجز يسمى محلياً بـ"300″، جنوبي المدينة، ازدحاماً على بوابات الدخول باتجاه القدس.
قبضة أمنية في معبر "قلنديا"
الشابة "آلاء" قالت للأناضول إنها حاولت الوصول إلى القدس مع مجموعة نساء، من خلال معبر قلنديا، لكن تم منعها من الدخول.
وأضافت أنها ستحاول المرور أكثر من مرة، ومن خلال أماكن أخرى.
بدوره، قال مروان عودة، القادم من بلدة حوارة جنوبي نابلس (شمال) إنه حاول الدخول ثلاث مرات من معبر قلنديا، وفي كل مرة كان يجري فحص هويته، ويُعاد بسبب وجود "منع أمني" بحقه.
وأضاف للأناضول: "جئنا بعد صلاة الفجر على الحاجز، حاولنا ندخل على القدس، منع الجنود الإسرائيليون دخولنا".
وتابع: "كل عائلة فلسطينية لديها أسير أو شهيد، يكون عليها منع أمني (من قبل المخابرات الإسرائيلية)".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت حاجز قلنديا أمام حركة مرور المركبات وسمحت فقط للفلسطينيين ممن تنطبق عليهم شروط الدخول بعبور الحاجز الذي يفصل مدينة القدس عن الضفة الغربية سيراً على الأقدام، حسب رويترز.
وفي بيان لها مؤخراً ذكرت أنه "سيُتاح دخول النساء بكافة الأعمار والأطفال حتى عمر 12 عاماً والرجال فوق 50 عاماً دون الحاجة لتصريح. بينما سيكون دخول الرجال سوى تلك الأعمار مرهوناً بحيازة تصريح ساري المفعول.
وأمس الخميس 7 أبريل/نيسان قُتل إسرائيليان اثنان وأصيب 9 آخرون، بينهم إصابات خطيرة، في إطلاق نار نفذه فلسطيني، في شارع "ديزنكوف" الحيوي، وسط مدينة تل أبيب، وهو ما دفع السلطات الإسرائيليّة إلى استدعاء قوات خاصة من الجيش للمكان، في حين توقّفت المواصلات العامّة في وسط المدينة بشكل كليّ.
توافد كبير لأداء أول جمعة برمضان
واليوم الجمعة توافد مئات الفلسطينيين منذ الصباح نحو مدينة القدس لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان في المسجد الأقصى، وسط ما يقال عن "تخفيفات" لشروط من يُسمح لهم بالوصول إلى هناك.
واصطف العشرات من الرجال والنساء أمام حاجز قلنديا بانتظار السماح لهم بالدخول وسط عشرات الجنود في منطقة الحاجز.
وعادة ما يحتاج الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة إلى تصاريح خاصة من السلطات الإسرائيلية من أجل دخول مدينة القدس، من خلال حواجز عسكرية محصنة أقيمت في عدة جهات حول المدينة التي يلفها جدار أسمنتي أو شائك في بعض المواقع.
والجمعة الماضية 1 أبريل/نيسان الجاري، أدى آلاف الفلسطينيين صلاة التراويح داخل باحات المسجد الأقصى، وسط مدينة القدس، وذلك عشية أول أيام شهر رمضان المبارك.
وشهدت مدينة القدس وأنحاؤها في تلك الأثناء تواجداً مكثفاً للشرطة الإسرائيلية، تزامناً مع صلاة التراويح.
ويحرص الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني المحتل خلال شهر رمضان المبارك على أداء الصلوات والعبادات في المسجد الأقصى وسط تشديدات عادة ما تفرضها السلطات الإسرائيلية.